الدين الطوسي): فضلا عن مقام الطوسي العلمي استطاع بتأثيره على مزاج هولاكو أن يستحوذ تدريجيا على عقله وأن يروض شارب الدماء فيوجهه إلى إصلاح الأمور الاجتماعية والثقافية والفنية ".
ويقول الدكتور جعفر خصباك في كتابه: (العراق في عهد الملوك الايلخانيين):
" وقد كثر الكلام عن التخريبات الواسعة التي أحدثها الغزو المغولي للعراق ولسنا في مجال الدفاع عن أولئك الغزاة البرابرة أو النيل منهم ولكن دراستنا للنصوص التي وصلتنا عن المراجع المعاصرة والمطلقة انتهت بنا إلى نتيجة تخالف نوعا ما ما هو شائع. فالمغول لم يخرجوا نظام الري في العراق، وتخريبهم للمدن كان محدودا في مناطق معينة أهمها بغداد والموصل... ".
ثم يقول: " هولاكو لم يجر على سنة جده جنگيز خان بتخريب أكثر أو كل المدن التي تقع في طريق زحفه، وقتل سكانها. ويبدو لنا أن الصورة التي رسمها المؤرخون لفاتح بغداد المغولي إنما هي انعكاس للأعمال التي قام بها جده فيما وراء النهر وخراسان... ".
ثم يقول: " وقد عهد هولاكو أمر تنظيم العراق وإدارته بعد الفتح إلى مسلمين يعرفون شؤونه ويعطفون على أهله فعملوا على إعادة تعميره ونشر الاستقرار فيه... " (1).