الإسماعيليون والمغول ونصير الدين الطوسي - حسن الأمين - الصفحة ٢٨٥
الدين الطوسي): فضلا عن مقام الطوسي العلمي استطاع بتأثيره على مزاج هولاكو أن يستحوذ تدريجيا على عقله وأن يروض شارب الدماء فيوجهه إلى إصلاح الأمور الاجتماعية والثقافية والفنية ".
ويقول الدكتور جعفر خصباك في كتابه: (العراق في عهد الملوك الايلخانيين):
" وقد كثر الكلام عن التخريبات الواسعة التي أحدثها الغزو المغولي للعراق ولسنا في مجال الدفاع عن أولئك الغزاة البرابرة أو النيل منهم ولكن دراستنا للنصوص التي وصلتنا عن المراجع المعاصرة والمطلقة انتهت بنا إلى نتيجة تخالف نوعا ما ما هو شائع. فالمغول لم يخرجوا نظام الري في العراق، وتخريبهم للمدن كان محدودا في مناطق معينة أهمها بغداد والموصل... ".
ثم يقول: " هولاكو لم يجر على سنة جده جنگيز خان بتخريب أكثر أو كل المدن التي تقع في طريق زحفه، وقتل سكانها. ويبدو لنا أن الصورة التي رسمها المؤرخون لفاتح بغداد المغولي إنما هي انعكاس للأعمال التي قام بها جده فيما وراء النهر وخراسان... ".
ثم يقول: " وقد عهد هولاكو أمر تنظيم العراق وإدارته بعد الفتح إلى مسلمين يعرفون شؤونه ويعطفون على أهله فعملوا على إعادة تعميره ونشر الاستقرار فيه... " (1).

(1) عين علي بهادر: شحنة، ومؤيد الدين بن العلقمي: وزيرا وفخر الدين بن الدامغاني: صاحب الديوان، ونجم الدين أحمد بن عمران: صدرا للأعمال الشرقية، وأقر القاضي عبد المنعم البنديجي على القضاء وتاج الدين علي بن الدوامي صدرا لأعمال القرانية.
وكان هؤلاء باستثناء الشحنة من أهل العراق والعارفين بشؤونه والمشتغلين بإدارته في زمن الخليفة الأخير. وقد فوض إليهم هولاكو أمر تنظيم أمر إدارة العراق فاجتمعوا وقدروا أحواله ونظموها وعينوا حكامه وكبار موظفيه، وقد راعى هؤلاء ظروف البلاد الجديدة فاحتفظوا بالوظائف المهمة الضرورية وألغوا وظائف أخرى أو قلصوها وعينوا في بغداد نائب شرطة وخازن ديوان وصدر وقوف وهي وظائف عباسية قديمة وقسموا البلاد إلى خمس مناطق إدارية وضعوا على رأس كل منها موظفا باسم (صدر) ثم عينوا النواب أي الموظفين والنظار (الحوادث الجامعة، ص 332 - 333).
(٢٨٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 280 281 282 283 284 285 286 287 288 289 290 ... » »»