الإسماعيليون والمغول ونصير الدين الطوسي - حسن الأمين - الصفحة ٢٨٢
يقول الدكتور جعفر خصباك:
وعندما نصل إلى أواخر القرن العاشر الهجري، نجد أن قصة سقوط بغداد وخيانة ابن العلقمي تتسع إلى حد غير معقول وتختلط بأقاصيص غريبة على يد الشيخ حسن الديار بكري المتوفى سنة (990 ه‍ - 1582 م). ثم ينقل الدكتور خصباك النصوص التي ذكرها الديار بكري في كتابه (تاريخ الخميس في أحوال أنفس نفيس)، وهي نصوص طويلة اخترع فيها أشياء لم يذكرها أحد ممن تقدموه وفيها العجائب والغرائب، يطول بنا المقام لو أردنا نقلها هنا.
ثم يأتي الديار بكري بعد ذلك بالطامة الكبرى فيقول عن ابن العلقمي: " فلم يلبث أن أمسكه هولاكو بعد قتل المستعصم بأيام ووبخه بألفاظ شنيعة معناها أنه لم يكن له خير في مخدومه ولا دينه، فكيف يكون له خير في هولاكو ثم إنه قتله شر قتلة!! ".
هكذا استسهل هذا المؤرخ الفذ أن يختلق قتل هولاكو لابن العلقمي، ومن يستسهل هذا الاختلاق، أيصعب عليه أي اختلاق آخر؟!.
والذي يبدو أن ما حمل البكري على هذه الكذبة المفضوحة، أن من سبقوه اتخذوا من بقاء ابن العلقمي حيا بعد فتح بغداد، ثم مشاركته في اللجنة التي أعادت تنظيم بغداد والعراق، اتخذوا من ذلك دليلا على ما اتهموا به ابن العلقمي، ثم تبين لمن جاء بعدهم أن ليس في هذا ما يمكن أن يكون دليلا على ثبوت التهمة، وذلك لأنه ليس هو الوحيد الذي سلم من القتال، ثم شارك في اللجنة الإدارية، بل كان ذلك شأن غيره من أركان الدولة العباسية كما سيأتي، فارتأى الديار بكري أن يتجاوز ما ذكره من قبله وأن يخترع قبل هولاكو لابن العلقمي، هكذا بكل سهولة، بل بكل وقاحة!.
هذا هو موجز نصوص التهمة التي وجهت إلى ابن العلقمي، فما هي الحقيقة في ذلك؟
1 - إن أحدا من المؤرخين الشرفاء من ذوي النزاهة لم يقل بهذه التهمة،
(٢٨٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 277 278 279 280 281 282 283 284 285 286 287 ... » »»