من الذي كتب في علم النحو بادي بدء بأمتن وضع؟
ومن الذي أسس علم البلاغة وشيد أساسه وبنيانه؟ وألف فيه وأبرز عنيانه؟
ومن الذي كتب التاريخ المعتبر المعتمد والتفسير الذي هو المستند؟ أليسوا هم الإيرانيين؟
أليس إمامكم الأعظم أبو حنيفة من إيران؟
أليس مؤلفوا الصحاح الستة كلهم إيرانيين؟
أليس أكثر فقهائكم الأعظم من إيران؟
أليس جل رؤساء الكلام من الأشاعرة والمعتزلة وأغلب من أخذتم بيان الأصول والفروع وتقريرهما منهم، من أهل إيران؟
أليس المتتبعون في لغة العرب، المؤلفون فيها، والمحققون في الصرف والنحو والاشتقاق وغيرها من علوم الأدب أكثرهم من إيران؟!
أتظن أن جزاء هذه الأعمال أن يخرجهم عمر (رض) من مدينة الرسول بالإذلال؟!
كلا ما هكذا الظن بعدالة عمرو كياسته.
وبأخرى أليس يا بني الشفيق! الإيرانيون في الحجاز أضياف الله وأضياف رسوله وأضياف خلفائه وأضيافكم الذين تفتخرون بالقرى وتقولون " لنا جفنات الغر يلمعن في الدجى! " فكيف تزعم أن عمر (رض) وهو رأس العرب يخرج الأضياف عوضا عن أن يكرمهم؟!
ثم يا أخي الفاضل!
بأي ذنب أذنبناه ولأي جرم أجرمناه ومن أي إثم ارتكبناه، لو كان علي (ع) حيا لجز رؤسنا؟
إلا أننا آمنا بالله ورسله وملائكته، وعرفنا من حق علي ما عرفه به الرسول؟
أم لأنا أطعنا الرسول في التمسك بكتاب الله وعترته؟
أم لأنا أجبنا الرسول وتقربنا إلى الله بمحبة آل الرسول وذوي قربيه؟