أعلن عندكم إن معرفتي بالأئمة الأربعة وترجمة حالهم بل وغيرهم من أئمة الفقه من أكابر علماء أهل وأقوالهم في الفقه وأصوله والحديث والتفسير لعله لم يكن بأدون من معرفة كل واحد منكم في مذهبكم وقد راجعت كتبهم وطالعتها كرارا بلا تعصب لا لأي شئ آخر سوى شوق العلم، وحب درك الحق. وراجعت صحيح البخاري وطالعتها مرتين من أو له إلى آخره. والحمد الله وله الشكر.
- 17 - لا أنسى ما حصل لي من التأسف والتلهف مما رأيت من العصبية حين تشرفت بالمدينة المنورة، بعد التشرف إلى مكة المعظمة، زادها الله شرفا وتعظيما، لأداء - العمرة، وكنت معتكفا في مسجد النبي، صلى الله عليه وآله وسلم، فرأيت شابا جالسا، قريبا مني، وبين يديه عدة كتب، فظننت أنه من طلبة العلم، وأحببت أن إجلس معه وإذا كره، واستفيد منه، فقربت إليه، وسلمت عليه، واستأذنت عليه. وأظهر أنه من طلاب كلية الشريعة بالمدينة. وسأل هو مني بلدي ولما سمع إني من إيران، انقلبت حاله، واسود وجهه، وتبدل بشه وبسمه، وقال بلحن خشن، وتعبير خفيف ما مذهبك؟
قلت: مسلم، يا أخي المسلم. فما لبث أن قال: أنتم تقولون عقيب الصلاة:
" خان الأمين "!
قلت: كلا يا أخي. هذا افتراء عظيم. كيف ونحن نعتقد أنه لو قاله أحد، لكان منكر الرسالة، كافرا، يجب أن يعامل معه معاملة الكافر المرتد.
قال: والله لقد سمعت بأذني، هاتين، من قاله منكم!
قلت: أنت مسلم، ولا يسع لمسلم أن يكذب مسلما، فلا أكذبك وحتى لا أقول لك: من أين علمت أنه كان منا ولم يكن عدوا لنا، شيطانا مفرقا بيننا؟ ولكني وقد ذرف عمري على ستين عاما، وسافرت أكثر بلاد إيران، وعاشرت كثيرا من - الإيرانيين، وحضرت الجماعات والجمعات، أقول: