الأخلاق الحسينية - جعفر البياتي - الصفحة ١٩٠
بغاث الطير أكثرها فراخا * وأم الصقر مقلات نزور فقال عمرو: ما بال الشيب إلى شواربنا أسرع منه إلى شواربكم؟، فقال عليه السلام: إن نساءكم نساء بخرة، فإذا دنا أحدكم من امرأته نهكته في وجهه، فشاب منه شاربه.
فقال: ما بال لحائكم أوفر من لحائنا؟، فقال عليه السلام: * (والبلد الطيب يخرج نباته بأذن ربه، والذي خبث لا يخرج إلا نكدا) * (1).
فقال معاوية لعمرو: بحقي عليك إلا سكت، فإنه ابن علي بن أبي طالب، فقال الحسين عليه السلام:
إن عادت العقرب عدنا لها * وكانت النعل لها حاضرة قد علم العقرب واستيقنت * أن لا لها دنيا ولا آخرة قال الجوهري في (صحاح اللغة): قال ابن السكيت: البغاث: طائر أبغث إلى الغبرة دوين الرخمة، بطئ الطيران.
وقال الفراء: بغاث الطير شرارها وما لا يصيد منها. قوله: مقلات، لعله من القلى، بمعنى البعض، أي لا تحب الولد، ولا تحب زوجها لتكثر الولد.
أو من قولهم: قلا البعير أتنه، يقلوها قلوا إذا طردها، والصواب أنه من قلت، قال الجوهري: المقلات من النوق: التي تضع واحدا ثم لا تحمل بعدها، والمقلات من النساء: التي لا يعيش لها ولد. وقال: النزور: المرأة القليلة الولد.
وإذا تركنا هؤلاء إلى " معاوية "، وجدناه ذلك الطاغية المتجبر، الذي قتل عشرات الآلاف من الأبرياء، الأطفال والنساء والشيوخ والعجزة والصالحين والعزل من الناس.. في الشام والحجاز واليمن، على يد جلاوزته. وهو الذي كان

(١٩٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 185 186 187 188 189 190 191 192 193 194 195 ... » »»
الفهرست