الأخلاق الحسينية - جعفر البياتي - الصفحة ١٨٥
معاوية بن أبي سفيان، ولكن الإمام الحسين سلام الله عليه أرغم أنف مروان وأخزاه، في وقائع ومواقف كثيرة، منها:
عن محمد بن السائب، قال: قال مروان بن الحكم يوما للحسين بن علي عليهما السلام: لولا فخركم بفاطمة بما كنتم تفتخرون علينا؟ فوثب الحسين عليه السلام وكان عليه السلام شديد القبضة، فقبض على حلقه فعصره ولوى عمامته على عنقه حتى غشي عليه، ثم تركه، وأقبل الحسين عليه السلام على جماعة من قريش فقال: أنشدكم بالله إلا صدقتموني إن صدقت، أتعلمون أن في الأرض حبيبين كانا أحب إلى رسول الله مني ومن أخي؟ أو على ظهر الأرض ابن بنت نبي غيري وغير أخي؟ قالوا: لا، قال: وإني لا أعلم أن في الأرض ملعون بن ملعون غير هذا وأبيه طريد رسول الله صلى الله عليه و آله (1).
وعن داود بن فرقد، عن أبي عبد الله (الصادق) عليه السلام قال: دخل مروان بن الحكم المدينة قال: فاستلقى على السرير، وثم مولى للحسين عليه السلام فقال: " ردوا إلى الله موليهم الحق ألا له الحكم وهو أسرع الحاسبين "، فقال الحسين لمولاه: ماذا قال هذا حين دخل؟ قال: استلقى على السرير فقرأ * (ردوا إلى الله موليهم الحق - إلى قوله - الحاسبين) *، فقال الحسين عليه السلام: نعم والله، رددت أنا وأصحابي إلى الجنة، ورد هو وأصحابه إلى النار (2).

١ - الإحتجاج: ١٥٣. والمناقب، لابن شهرآشوب ٤: ٥١.
٢ - تفسير العياشي ١: ٣٦٢، والآية في سورة الأنعام: 62.
(١٨٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 180 181 182 183 184 185 186 187 188 189 190 ... » »»
الفهرست