الأخلاق الحسينية - جعفر البياتي - الصفحة ١٧٩
ليس الأعلم.
وهناك رواية أخرى تحكي إثبات ذلك، وتدل على شجاعة الإمام الحسين سلام الله عليه في موقف حق:
جاء في كتاب الاحتجاج لأبي منصور أحمد بن علي بن أبي طالب الطبرسي، وهو من علماء القرن السادس، هذه الرواية في باب:
احتجاج الحسين بن علي عليهما السلام على عمر بن الخطاب في الإمامة والخلافة روي أن عمر بن الخطاب كان يخطب الناس على منبر رسول الله صلى الله عليه وآله، فذكر في خطبته أنه أولى بالمؤمنين من أنفسهم، فقال له الحسين عليه السلام من ناحية المسجد:
انزل أيها الكذاب عن منبر رسول الله لا منبر أبيك!
فقال له عمر: فمنبر أبيك لعمري يا حسين لا منبر أبي، من علمك هذا أبوك علي بن أبي طالب؟
فقال له الحسين عليه السلام: إن أطع أبي فيما أمرني فلعمري إنه لهاد وأنا مهتد به، وله في رقاب الناس البيعة على عهد رسول الله، نزل بها جبرئيل من عند الله تعالى لا ينكرها إلا جاحد بالكتاب، قد عرفها الناس بقلوبهم وأنكروها بألسنتهم وويل للمنكرين حقنا أهل البيت. ماذا يلقاهم به محمد رسول الله صلى الله عليه وآله من إدامة الغضب وشدة العذاب؟!
فقال عمر: يا حسين! من أنكر حق أبيك فعليه لعنة الله، أمرنا الناس فتأمرنا، ولو أمروا أباك لأطعنا.
فقال له الحسين: يا ابن الخطاب! فأي الناس أمرك على نفسه قبل أن تؤمر أبا بكر على نفسك فيؤمرك على الناس بلا حجة من نبي ولا رضى من
(١٧٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 174 175 176 177 178 179 180 181 182 183 184 ... » »»
الفهرست