الأخلاق الحسينية - جعفر البياتي - الصفحة ١٤٩
أخرجه الطبراني عن معاذ، وذكره ابن حجر الهيثمي في (مجمع الزوائد 9: 189) عن معاذ بن جبل إلا أنه قال: قال النبي صلى الله عليه وآله: يزيد..
لا بارك الله في يزيد. ثم ذرفت عيناه، ثم قال: نعي إلي حسين. وذكره المناوي في (فيض القدير) وقال: أخرجه ابن عساكر عن سلمة بن الأكوع، ورواه عنه ابن نعيم والديلمي.
وفي (كنز العمال) أيضا 6: 223: قال رسول الله صلى الله عليه وآله:
لا بارك الله في يزيد الطعان اللعان. أما إنه نعي إلي حبيبي حسين، وأوتيت بتربته ورأيت قاتله، أما إنه لا يقتل بين ظهراني قوم فلا ينصروه إلا عمم بعقاب. أخرجه ابن عساكر عن عبد الله بن عمر بن الخطاب.
ومن لم يسمع بهذه الأحاديث النبوية الصريحة، فلا بد أنه سمع بسيرة يزيد وقد سار بها الركبان، وشاعت بين البلدان.
فقد نشأ يزيد نشأة بعيدة عن أجواء الاسلام، فمنطقة (حوارين) التي عاشت فيها أمه وأهلها كانت ذات جو مسيحي، وظل يزيد بعد نشأته هناك يحن إلى (حوارين) ويتردد عليها بين الحين والآخر (1). وقد آل الأمر إلى يزيد بعد أن هلك معاوية وهو هناك، ومات يزيد نفسه وهو هناك في (حوارين) متشاغلا بالخمور والفجور. ولم يعد إلا بعد عشرة أيام من هلاك أبيه، فصلى على قبره إذ كان مدفونا (2).
يقول الأستاذ (عبد الله العلايلي) في كتابه حول الإمام الحسين عليه السلام (سمو المعنى في سمو الذات) ص 59: إذا كان يقينا أو يشبه اليقين أن

1 - يراجع (معاوية بن أبي سفيان) لعمر أبو النصر: 282.
2 - الفتوح المكية، لابن عربي 4: 265.
(١٤٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 144 145 146 147 148 149 150 151 152 153 154 ... » »»
الفهرست