الأخلاق الحسينية - جعفر البياتي - الصفحة ١٤٧
فوصلت أرحامهم، فوالله ما عندهم اليوم شئ تخافه. فثار معاوية واندفع يقول:
هيهات، هيهات، ملك أخو تيم فعدل، وفعل ما فعل، فوالله ما عدا أن هلك فهلك ذكره، إلا أن يقول قائل قال أبو بكر، ثم ملك أخو عدي فاجتهد وشمر عشر سنين، فوالله ما عدا أن هلك فهلك ذكره، إلا أن يقول قائل (عمر)، ثم ملك أخونا عثمان، فملك رجل لم يكن أحد في مثل نسبه، فعمل به ما عمل، فوالله ما عدا أن هلك فهلك ذكره، وإن أخا هاشم (يعني رسول الله صلى الله عليه وآله) يصرخ به في كل يوم خمس مرات: أشهد أن محمدا رسول الله، فأي عمل يبقى بعد هذا لا أم لك! والله سحقا سحقا، والله دفنا دفنا (1).
ثم ما أن استقرت الأحوال لمعاوية حتى كانت له اجتهادات - يطول بيانها - في تغيير الأحكام الإسلامية، بدل منها ما بدل حتى سمي بعضها بأوليات معاوية (2).
ثم جاء من بعده يزيد.. وما أدراك ما يزيد!
جاء في كتاب (صحيح البخاري) - ج 9 (كتاب الفتن - باب قول النبي صلى الله عليه وآله: هلاك أمتي على يدي أغيلمة سفهاء، حدثنا موسى بن إسماعيل، حدثنا عمرو بن يحيى بن سعيد بن عمر بن سعيد، قال أخبرني جدي، قال: كنت جالسا مع أبي هريرة في مسجد النبي صلى الله عليه وآله بالمدينة ومعنا مروان، قال أبو هريرة: سمعت الصادق المصدوق يقول: هلكة أمتي على يدي غلمة من قريش. يقول شارح صحيح البخاري، ابن حجر

1 - العقد الفريد 2: 297. والموفقيات: 576 طبع وزارة الأوقاف ببغداد سنة 1392 ه‍. وتاريخ المسعودي مروج الذهب 2: 341. ومن أراد المزيد فعليه بمراجعة كتاب (الغدير) للعلامة الأميني - الجزء العاشر.
2 - ذكر بعضها اليعقوبي في تاريخه، والسيوطي في تاريخ الخلفاء عند ذكر سيرة معاوية.
(١٤٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 142 143 144 145 146 147 148 149 150 151 152 ... » »»
الفهرست