الأخلاق الحسينية - جعفر البياتي - الصفحة ١٥٨
عبد الله عن لعن يزيد قال: كيف لا يلعن من لعنه الله في كتابه!، فقال عبد الله:
قرأت كتاب الله عز وجل فلم أجد فيه لعن يزيد، فقال الإمام: إن الله يقول:
* (فهل عسيتم إن توليتم أن تفسدوا في الأرض وتقطعوا أرحامكم. أولئك الذين لعنهم الله..) * سورة محمد صلى الله عليه وآله 22، 23.
وأي فساد وقطيعة أشد مما فعله يزيد؟! وقد جزم بكفره، وصرح بلعنه جماعة من العلماء، منهم: القاضي أبو يعلى والحافظ ابن الجوزي، وقال التفتازاني: لا نتوقف في شأنه، بل في إيمانه، لعنة الله عليه وعلى أعوانه وأنصاره. وصرح بلعنه جلال الدين السيوطي. وفي تاريخ ابن الوردي، وكتاب (الوافي بالوفيات): لما ورد على يزيد نساء الحسين وأطفاله، والرؤوس على الرماح، وقد أشرف على ثنية جيرون، ونعب الغراب، قال:
لما بدت تلك الحمول وأشرقت * تلك الشموس على ربى جيرون نعب الغراب، فقلت قل أو لا تقل * فلقد قضيت من النبي ديوني يعني أنه قتل بمن قتله رسول الله يوم بدر كجده عتبة وخاله ولد عتبة وغيرهما، وهذا كفر صريح، فإذا صح عنه فقد كفر به. ومثله تمثله بقول عبد الله بن الزبعرى قبل إسلامه: ليت أشياخي - الأبيات (1).
ف " يزيد " غير سوي، فضلا عن عدم لياقته للخلافة، وقد أقر عليه ولده (معاوية الثاني) بذلك.. جاء في الصواعق المحرقة ص 134: ومن صلاحه

1 - تفسير روح المعاني 26: 27، في ظل الآية * (فهل عسيتم إن توليتم) *.
(١٥٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 153 154 155 156 157 158 159 160 161 162 163 ... » »»
الفهرست