/ 106، وسيأتي بعض ذلك.
ولكن ذلك لا يشفع للحديث عند إخواننا السنيين ولا يجعله يستحق أكثر من لقب (حسن)!
بل يبدو أن هذه الدرجة من الصحة ثقيلة عليهم، لأن مشكلته الأصلية عندهم أنه لم يذكر عبارة (كلهم من قريش) وأنه يفهم منه أن هؤلاء الأئمة الربانيين يجب أن يكونوا حكام الأمة بعد نبيها. فهو يضع علامة استفهام كبيرة على ما تم في السقيفة في غياب بني هاشم ، وانشغالهم بجنازة النبي صلى الله عليه وآله!!
* * المسألة الثامنة: تضارب متون الأحاديث الثلاثة روت مصادر السنيين حديث الأئمة الاثني عشر عن جابر بن سمرة بصيغتين، وجاء حديث أبي جحيفة بإحداهما، وانفرد حديث ابن مسعود بصيغته.. فتكون الصيغ ثلاثا:
الأولى: مفادها أن هؤلاء الموعودين يكونون بعد النبي صلى الله عليه وآله وأنهم من قريش . وهذا مضمون أكثر روايات ابن سمرة. وقد عرفت أن أنهم صححوا هذه الصيغة، ومنهم الألباني في سلسلة الأحاديث الصحيحة برقم 1075.
الثانية: أن هؤلاء الأئمة الاثني عشر يحكمون بعد النبي صلى الله عليه وآله وأنهم من قريش، وأن الإسلام لا يزال عزيزا مدة حكمهم، ثم يضعف ويذل أو ينهار. وهي صيغة عدد من روايات جابر بن سمرة، وصيغة كل روايات أبي جحيفة أيضا. وقد صححها كثير من علمائهم ، ومنهم الألباني في سلسلته أيضا برقم 376، قال: عن ابن سمرة، وحسن رواية أبي جحيفة ، وجعل رواية ابن مسعود شاهدا على صحتهما، ورد زيادة أبي داود وغيره التي تصف هؤلاء الأئمة بأن الأمة تجتمع عليهم، ووصف هذه الزيادة بأنها منكرة.
الثالثة: أنهم يكونون بعد النبي صلى الله عليه وآله كأوصياء موسى وعيسى عليهم السلام بدون ذكر قريش. وهي صيغة أكثر روايات حديث ابن مسعود.
* * وأهم ملاحظة على هذه الأحاديث وصيغها، تفاوتها واضطرابها، وهو أمر غير مقبول في حديث من هذا النوع.. وتعارض لا يقبل الحل، لأنه موجود حتى في الصيغ والألفاظ المنقولة عن الراوي الواحد!