آيات الغدير - مركز المصطفى (ص) - الصفحة ٨٦
، فإنهم عيش العلم وموت الجهل، هم الذين يخبركم حكمهم عن عملهم، وصمتهم عن منطقهم ، وظاهرهم عن باطنهم، لا يخالفون الدين، ولا يختلفون فيه، وهو بينهم شاهد صادق، وصامت ناطق). انتهى.
* * ولكن عامة الشراح السنيين لا يقبلون هذا التفسير، ويحذرون أتباعهم من أن يقنعهم الشيعة بأن النبي صلى الله عليه وآله قد نص على الأئمة الاثني عشر من عترته!! ويقولون لأتباعهم : إن حديث الأئمة الاثني عشر صحيح مئة بالمئة، لكن لا تقبلوا تفسير الشيعة، ونحن إن شاء الله نفسره لكم تفسيرا صحيحا.. ولكنهم إلى يومنا هذا لم يستطيعوا أن يقدموا لهم تفسيرا مقنعا للحديث، ولن يستطيعوا.. لأنهم يريدون تطبيق هؤلاء الاثني عشر على الخلفاء الذين حكموا بعد النبي صلى الله عليه وآله من الخلفاء الأربعة، وعبد الله بن الزبير ، وسلسلة خلفاء بني سفيان وبني مروان، ثم بني العباس.. وربما غيرهم من أموي الأندلس ، والسلاجقة، والمماليك، والأتراك!!
وعندما يجدونهم أضعاف العدد المطلوب، يلجؤون إلى الفرضيات، فيختارون أحسن الخلفاء الأمويين والعباسيين، ويخلعون عليهم صفة الأئمة الربانيين، فيثبتون هذا ويحذفون ذاك !
اختيارا وحذفا (كيفيا) لمجرد تكميل العدد! وبعضهم لا يكمل معه العدد ممن اختارهم فيقول : إن الباقين سوف يأتون!
ومن الواضح أنها تطبيقات لا تقف عند حد، ولا تستند إلى أساس، وأن الذي يسلكها يكلف نفسه شططا، كمن يكلف نفسه بأن يختار اثني عشر شخصا من رؤساء المسلمين وملوكهم المعاصرين ، ويقول عنهم إنهم قادة ربانيون اختارهم الله تعالى، ووعد الأمة بهم على لسان رسوله صلى الله عليه وآله! ولو أن العلماء السنيين فكروا أكثر، لما جشموا أنفسهم هذه العقبة الكؤود، وتخلصوا من إشكالات لا فكاك لهم منها:
أولا: لأن هؤلاء الأئمة الربانيين الموعودين مختارون من الله تعالى، فلا بد أن يكونوا متفقين، لأنهم جميعا على خط واحد وهدى من ربهم ونبيهم.. بينما خلفاء السنيين وأئمتهم مختلفون متقاتلون.. فهل سمعتم بالحرب والقتال بين الأنبياء عليهم السلام حتى تقنعونا
(٨٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 81 82 83 84 85 86 87 88 89 90 91 ... » »»