آيات الغدير - مركز المصطفى (ص) - الصفحة ٨٤
بل تدل صيغ الحديث المتقدمة عن ابن سمرة وابن مسعود، على أن الأمة تخذل هؤلاء الأئمة الاثني عشر وتعاديهم، وذلك يشمل إبعادهم عن الحكم، ولكن ذلك لا يضرهم شيئا.
وقد تقدم في تفسير الطبري (يكون لهذه الأمة اثنا عشر قيما، لا يضرهم من خذلهم، اثنا عشر قيما من قريش لا يضرهم عداوة من عاداهم)!
وبذلك لا تجد مانعا من انطباق الحديث على الأئمة الاثني عشر من عترة النبي صلى الله عليه وآله حتى لو لم يحكموا، أو لم يحكم منهم إلا علي والحسن عليهما السلام، وسيحكم منهم المهدي الموعود على لسان جده الرسول صلى الله عليه وآله.
كما أن الأحاديث التي ذكرت ما يكون بعدهم تدل على أن مدتهم طويلة فبعضها ذكر أنه يكون بعدهم الهرج والفوضى والنفاق فأشار إلى انهيار الأمة. وبعضها ذكر أن زمنهم يمتد ما دامت الأرض، وأن مدتهم إذا تمت ساخت الأرض بأهلها.. وهذا يؤيد نظرية امتداد عصر هؤلاء الأئمة عليهم السلام إلى آخر الدنيا، كما نصت عليه أحاديثنا.
قال أبو الصلاح الحلبي المتوفى سنة 437 في كتابه تقريب المعارف / 173:
ورووا عن عبد الله بن أبي أمية مولى مجاشع، عن يزيد الرقاشي، عن أنس بن مالك قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وآله: لا يزال هذا الدين قائما إلى اثني عشر من قريش، فإذا مضوا ساخت الأرض بأهلها. انتهى. ونحوه في إعلام الورى / 364، وهو موافق لما في مصادرنا عن أهمية وجود الحجة لله تعالى في أرضه في كل عصر..
ففي الكافي: 1 / 179 و 534:
عن أبي حمزة قال: (قلت لأبي عبد الله عليه السلام: أتبقى الأرض بغير إمام؟ قال:
لو بقيت الأرض بغير إمام لساخت)! انتهى.
* * وعلى هذا التفسير لنص الحديث، يكون هدف النبي صلى الله عليه وآله من طرح الأئمة الاثني عشر في أهم تجمع للمسلمين في حجة الوداع، هو: توجيه الأمة إليهم.. لو أنها أخذت بحظها وأطاعته فيهم! بل يمكن القول: إنه يتعين تفسير الحديث بالأئمة الاثني عشر من أهل بيت النبي صلى الله عليه وآله، لأن كل تفسير له بغيرهم لا يصح بسبب كثرة الإشكالات التي ترد عليه. قال الكنجي الشافعي في ينابيع المودة / 446:
(٨٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 79 80 81 82 83 84 85 86 87 88 89 ... » »»