وفي صحيح مسلم: 6 / 3:
(جابر بن سمرة يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: لا يزال الإسلام عزيزا إلى اثني عشر خليفة، ثم قال كلمة لم أفهمها، فقلت لأبي: ما قال؟ فقال: كلهم من قريش)!
ثم روى مسلم رواية ثانية نحوها، قال فيها (ثم تكلم بشيء لم أفهمه).
ثم روى ثالثة، جاء فيها: (لا يزال هذا الدين عزيزا منيعا إلى اثني عشر خليفة، فقال كلمة صمنيها الناس! فقلت لأبي: ما قال؟ قال: كلهم من قريش). انتهى.
ولم يصرح البخاري ولم يشر إلى أن هذا الحديث جزء من خطبة حجة الوداع في عرفات! وقلدته أكثر المصادر في ذلك! لكن عددا منها (اشتبه) ونص عليه، ففي مسند أحمد: 5 / 93 و 96 و 99: (عن جابر بن سمرة قال: خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بعرفات، فقال ...) وفي ص 87: (يقول في حجة الوداع...). وفي ص 99 منه: (وقال المقدمي في حديثه: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يخطب بمنى). انتهى.
وستعرف أنه صلى الله عليه وآله كرر هذا الموضوع المهم في عرفات، وفي منى عند الجمرة يوم العيد، وفي اليوم الثاني.. ثم في اليوم الثالث في مسجد الخيف. ثم أعلنه صريحا قاطعا إلزاميا.. في غدير خم!
* * فما هي قصة الأئمة الاثني عشر؟ ولماذا طرحها النبي صلى الله عليه وآله على أكبر تجمع للمسلمين، وهو يودع أمته؟!
يجيبك البخاري: إن الأئمة بعد النبي أبو بكر وعمر، وهؤلاء ليسوا أئمة تجب طاعتهم دون سواهم، بل هم أمراء صالحون سوف يكونون في أمته في زمن ما، و قد أخبر صلى الله عليه وآله أمته بما أخبره الله تعالى من أمرهم، وأنهم جميعا من قريش، لا من بني هاشم وحدهم ، بل من البضع وعشرين قبيلة التي تتكون منها قريش، وليس فيهم من الأنصار، ولا من قبائل العرب الأخرى، ولا من غير العرب.. وهذا كل ما في الأمر.
وتسأل البخاري: لماذا أخبر النبي صلى الله عليه وآله أمته في حجة الوداع في عرفات بهؤلاء الاثني عشر؟ وما هو الأمر العملي الذي يترتب على ذلك؟!