آيات الغدير - مركز المصطفى (ص) - الصفحة ٥٦
فمن كان النبي صلى الله عليه وآله مولاه فعلي مولاه، ومن كان مؤمنا فعلي مولاه أيضا ، بدليل ما تقدم من قول عمر بن الخطاب لعلي لما قال له النبي صلى الله عليه وآله: من كنت مولاه فعلي مولاه، فقال له عمر: بخ بخ لك يا علي، أصبحت مولى كل مؤمن و مؤمنة . وفي رواية: مولاي ومولى كل مؤمنة ومؤمن.
وهذه منزلة لم تكن إلا لله سبحانه وتعالى، ثم جعلها الله لرسوله صلى الله عليه وآله ولعلي عليه السلام بدليل قوله تعالى: إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون...
وقوله صلى الله عليه وآله: من انتمى إلى غير أبيه، فالمراد به: من انتمى إلى غير أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام في الولاء، مأخوذ من قول النبي صلى الله عليه وآله لعلي عليه السلام: أنا وأنت أبوا هذه الأمة، فعلى عاق والديه لعنة الله . انتهى.
كما ورد في مصادر الفريقين أن هذا الحديث جزء مما كان مكتوبا في صحيفة صغيرة معلقة في ذؤابة سيف النبي صلى الله عليه وآله الذي ورثه لعلي عليه السلام.. فقد رواه: البخاري في صحيحه: 4 / 67، ومسلم: 4 / 115، و 216، بعدة روايات، والترمذي: 3 / 297.
. ورواه غيرهم أيضا، وقد أكثروا من رواية هذا الحديث لأن الراوي زعم فيه على لسان علي عليه السلام أن النبي صلى الله عليه وآله لم يورث أهل بيته شيئا من العلم، إلا القرآن وتلك الصحيفة المعلقة في ذؤابة السيف! ورووا فيها لعن من تولى غير مواليه!!
وقد وجدنا في مصادرنا مناسبة رابعة لإطلاق النبي صلى الله عليه وآله هذه اللعنة، وذلك عندما كثر طلقاء قريش في المدينة، وتصاعد عملهم مع المنافقين ضد أهل بيت النبي صلى الله عليه وآله وقالوا: (إنما مثل محمد في بني هاشم كمثل نخلة نبتت في كبا: أي مزبلة ) فبلغ ذلك النبي فغضب، وأمر عليا أن يصعد المنبر ويجيبهم!! فقد روي في بحار الأنوار : 38 / 204:
عن أمالي المفيد، عن محمد بن عمر الجعابي، عن ابن عقدة، عن موسى بن يوسف القطان، عن محمد بن سليمان المقري، عن عبد الصمد بن علي النوفلي، عن أبي إسحاق السبيعي، عن الأصبغ بن نباتة قال:
(٥٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 51 52 53 54 55 56 57 58 59 60 61 ... » »»