وربما يزيد من شدتها، أنها كانت آخر فقرة من خطبته صلى الله عليه وآله!!
وقد تقدم نص هذه اللعنة النبوية في رواية تحف العقول من مصادرنا، وقد نصت مصادر السنيين على أنها صدرت من النبي صلى الله عليه وآله في حجة الوداع. ففي سنن ابن ماجة: 2 / 905:
عن عمرو بن خارجة أن النبي صلى الله عليه وسلم خطبهم وهو على راحلته، وإن راحلته لتقصع بجرتها، وإن لغامها ليسيل بين كتفي، قال:... ومن ادعى إلى غير أبيه، أو تولى غير مواليه، فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين، لا يقبل منه صرف ولا عدل.
أو قال: عدل ولا صرف.
وفي سنن الترمذي: 3 / 293:
عن أبي أمامة الباهلي قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في خطبته عام حجة الوداع:.... ومن ادعى إلى غير أبيه، أو انتمى إلى غير مواليه، فعليه لعنة الله التابعة إلى يوم القيامة.
وفي مسند أحمد: 4 / 239:
عن عمرو بن خارجة قال: خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو بمنى على راحلته، وإني لتحت جران ناقته، وهي تقصع بجرتها، ولعابها يسيل بين كتفي، فقال: ألا ومن ادعى إلى غير مواليه رغبة عنهم، فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين.
ورواه أحمد: 4 / 187 بلفظ: (ألا ومن ادعى إلى غير أبيه، أو تولى غير مواليه فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين، لا يقبل الله منه صرفا ولا عدلا أو عدلا ولا صرفا ). انتهى. ورواه بعدة روايات في نفس الصفحة والتي قبلها، وفي ص 238 و 186. ورواه الدارمي في سننه: 2 / 244 و 344، ومجمع الزوائد: 5 / 14، عن أبي مسعود، ورواه البخاري في صحيحه: 2 / 221، و: 4 / 67.
ولعلك تسأل: ما علاقة هذه اللعنة المشددة المذكورة في خطب حجة الوداع وغيرها بوصية النبي صلى الله عليه وآله بأهل بيته؟! فهذه تنصب على الذي ينكر نسبه من أبيه وينسب نفسه إلى شخص آخر، وعلى العبد الذي ينكر مالكه ويدعي أنه عبد لشخص آخر، أو ينكر ولاءه وسيده الذي أعتقه، ويدعي أن ولاءه لشخص آخر! فهذا هو المعنى المعروف (من ادعى لغير