ويفهم من هذه النصوص وغيرها أن حركة التحالف بدأها بنو عبد الدار حسدا لعبد المطلب، فسعوا للتحالف ضده، فبادر عبد المطلب ومؤيدوه إلى عقد حلف المطيبين قبلهم، ثم عقد بنو عبد الدار ومؤيدوهم حلف لعقة الدم. ويفهم منها، أن أهداف حلف عبد المطلب حماية الكعبة ونصرة المظلوم، بينما هدف حلف بني عبد الدار مواجهة المطيبين!
بنو عبد الدار أصحاب لواء قريش وذكر المؤرخون أن بني عبد الدار ورثوا من جدهم قصي دار الندوة التي كانت مركزا لمجلس شيوخ قريش، يبحثون فيها الأمور المهمة، ويتخذون فيها القرارات، كما ورث بنو عبد الدار لواء الحرب، فكانوا هم أصحاب لواء قريش في حروبها.. قال البلاذري في فتوح البلدان 60:
(فلم تزل دار الندوة لبني عبد الدار بن قصي، حتى باعها عكرمة بن عامر بن هاشم بن عبد مناف بن عبد الدار بن قصي، من معاوية بن أبي سفيان، فجعلها دارا للإمارة). انتهى .
وقد قتل علي عليه السلام من بني عبد الدار كل من رفع لواء قريش في وجه رسول صلى الله عليه وآله، فبلغوا بضعة عشر، وروي أن بعضهم قتله عمه حمزة بن عبد المطلب رضوان الله عليه!
قال ابن هشام في: 3 / 587: واصفا تحميس أبي سفيان وزوجته لبني عبد الدار في أحد:
(قال أبو سفيان لأصحاب اللواء من بني عبد الدار يحرضهم بذلك على القتال: يا بني عبد الدار إنكم قد وليتم لواءنا يوم بدر، فأصابنا ما قد رأيتم، وإنما يؤتى الناس من قبل راياتهم، إذا زالت زالوا، فإما أن تكفونا لواءنا، وإما أن تخلوا بيننا وبينه فنكفيكموه !
فهموا به وتواعدوه، وقالوا: نحن نسلم إليك لواءنا؟!! ستعلم غدا إذا التقينا كيف نصنع! وذلك أراد أبو سفيان.
فلما التقى الناس ودنا بعضهم من بعض، قامت هند بنت عتبة في النسوة اللاتي معها، وأخذن الدفوف يضربن بها خلف الرجال ويحرضنهم، فقالت هند فيما تقول:
ويها بني عبد الدار... ويها حماة الأدبار ضربا بكل بتار