آيات الغدير - مركز المصطفى (ص) - الصفحة ٢٦٤
* * الرابعة: حادثة هجر النبي صلى الله عليه وآله لنسائه شهرا، وشيوع خبر طلاقه لهن.
. وذهابه بعيدا عنهن وعن المسجد، إلى بيت مارية القبطية الذي كان في طرف المدينة أو خارجها!
وعلى العادة، صورت الروايات القرشية هذه الحادثة على أنها حادثة شخصية.. شخصية بزعمهم وشغلت النبي صلى الله عليه وآله والوحي والمسلمين! وادعوا أن سببها كثرة طلبات نسائه المعيشية منه صلى الله عليه وآله، وأكدوا أنه لا ربط للحادثة أبدا بقضايا الإسلام المالئة للساحة السياسية آنذاك، والشاغلة لزعماء قريش خاصة!!
* * الخامسة: تصعيد عمل قريش ضد علي بن أبي طالب عليه السلام لإسقاط شخصيته، وغضب النبي صلى الله عليه وآله وشدته عليهم في دفاعه عن علي، وتركيزه لشخصيته.. ولهذا الموضوع مفردات عديدة في حروب النبي وسلمه وسفره وحضره صلى الله عليه وآله.. لكن يلاحظ أنها كثرت في السنة الأخيرة من حياة النبي صلى الله عليه وآله وأنه غضب بسببها مرارا، وخطب أكثر من مرة، مبينا فضل علي عليه السلام، وفسق من يؤذيه أو كفره!
ولو لم يكن من ذلك إلا قصة بريدة الأسلمي الكاسحة، التي روتها مصادر السنيين بطرق عديدة ، وأسانيد صحيحة عالية، وكشفت عن وجود شبكة عمل منظم ترسل الرسائل وتضع الخطط ضد علي عليه السلام، وسجلت إدانة النبي صلى الله عليه وآله الغاضبة لهم، وتصريحه بأن عليا وليكم من بعدي، وأن كل من ينتقد عليا ولا يحبه فهو منافق! وهي حادثة تكفي دليلا على ظلم زعماء قريش وحسدهم لعلي عليه السلام... إلخ!
* * السادسة: منع تدوين سنة النبي صلى الله عليه وآله في حياته.. أما القرآن فقد كان عامة الناس يكتبونه من حين نزوله، وكان النبي صلى الله عليه وآله يأمر بوضع ما ينزل منه جديدا بين منبره والحائط، حيث كان يوجد ورق ودواة، لمن يريد أن يكتب ما نزل جديدا منه. وكان النبي صلى الله عليه وآله يأمر عليا عليه السلام بكتابة القرآن وحديثه. وكان آخرون يكتبون حديث النبي صلى الله عليه وآله، ومنهم شبان قرشيون يعرفون الكتابة مثل
(٢٦٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 259 260 261 262 263 264 265 266 267 268 269 ... » »»