عليه وآله واتهمه بأن إعلانه عليا عليه السلام وليا على الأمة، كان عملا من عنده وليس بأمر الله تعالى! ولم يقتنع بتأكيد النبي صلى الله عليه وآله له، بأنه ما فعل ذلك إلا بأمر ربه!
وذهب المعترض من عند النبي صلى الله عليه وآله غاضبا وهو يدعو الله تعالى أن يمطر الله عليه حجارة من السماء إن كان هذا الأمر من عنده.. فرماه الله بحجر من سجيل فأهلكه ! أو أنزل عليه نارا من السماء فأحرقته!
وهذه الحادثة تعني أن الله تعالى استعمل التخويف مع قريش أيضا، ليعصم رسوله صلى الله عليه وآله من تكاليف حركة الردة التي قد تقدم عليها.. وبذلك تعزز عند زعماء قريش الاتجاه القائل بفشل المواجهة العسكرية مع النبي صلى الله عليه وآله، وضرورة الصبر حتى يتوفاه الله تعالى!
* * مسائل وبحوث في الآية وفي هذا الحديث النبوي، والحادثة الربانية، مسائل وبحوث، أهمها:
المسألة الأولى: في أن مصادر السنيين روت هذا الحديث لم تختص بروايته مصادرنا الشيعية بل روته مصادر السنيين أيضا، وأقدم من رواه من أئمتهم : أبو عبيد الهروي في كتابه: غريب القرآن.
قال في مناقب آل أبي طالب 2 / 240:
أبو عبيد، والثعلبي، والنقاش، وسفيان بن عينيه، والرازي، والقزويني، والنيسابوري ، والطبرسي، والطوسي في تفاسيرهم، أنه لما بلغ رسول صلى الله عليه وآله بغدير خم ما بلغ، وشاع ذلك في البلاد، أتى الحارث بن النعمان الفهري، وفي رواية أبي عبيد: جابر بن النضر بن الحارث بن كلدة العبدري فقال: يا محمد! أمرتنا عن الله بشهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، وبالصلاة، والصوم، والحج، والزكاة، فقبلنا منك، ثم لم ترض بذلك حتى رفعت بضبع ابن عمك ففضلته علينا وقلت: من كنت مولاه فعلي مولاه ! فهذا شيء منك أم من الله؟!
فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: والذي لا إله إلا هو إن هذا من الله.