اعتراف بعض زعماء قريش بها!
الثانية: محاولة اغتيال النبي صلى الله عليه وآله في العقبة في طريق رجوعه من تبوك ، وقد كانت محاولة متقنة، نفذتها مجموعة منافقة بلغت نحو عشرين شخصا، حيث عرفوا أن النبي صلى الله عليه وآله سيمر ليلا من طريق الجبل بينما يمر الجيش من طريق حول الجبل ، وكانت خطتهم أن يكمنوا فوق عقبة الجبل التي سيمر فيها الرسول صلى الله عليه وآله، حتى إذا وصل إلى المضيق ألقوا عليه ما استطاعوا من صخور لتنحدر بقوة وتقتله، ثم يفرون ويضيعون أنفسهم في جيش المسلمين، ويبكون على الرسول، ويأخذون خلافته!
وقد تركهم الله تعالى ينفذون خطتهم، حتى إذا بدؤوا بدحرجة الصخور، جاء جبرئيل وأضاء الجبل عليهم، فرآهم النبي صلى الله عليه وآله وناداهم بأسمائهم، وأراهم لمرافقيه المؤمنين : حذيفة بن اليمان وعمار بن ياسر، وأشهدهما عليهم، فسارعوا ونزلوا من الجهة الثانية من الجبل، وضيعوا أنفسهم في المسلمين!!
أما لماذا يعاقبهم النبي؟ أو يعلن أسماءهم ويوبخهم على الأقل؟!
فلا جواب إلا أنهم من قريش، ومن المعروفين فيها.. وإعلان أسمائهم يعني معاقبتهم، ومعاقبتهم تعني خطر ارتداد قريش عن الإسلام، ويعني إمكان أن تقنع قريش بعض قبائل العرب بالارتداد معها، بحجة أن محمدا أعطى كل شيء من بعده لبني هاشم، ولم يعط لقريش والعرب شيئا!
وهذا يعني السمعة السيئة للإسلام، وأن نبيه صلى الله عليه وآله بعد أن آمن به أصحابه اختلف معهم على السلطة والملك، وقاتلهم وقاتلوه!
ويعني الحاجة من جديد إلى بدر، وأحد، والخندق، وفتح مكة!
ولن تكون نتائج هذه الدورة للإسلام أفضل من الدورة الأولى!
فالحل الإلهي هو: السكوت عنهم ما داموا يعلنون قبول الإسلام، ونبوة الرسول صلى الله عليه وآله، وينكرون فعلتهم!!
ومن الملاحظ أن روايات مؤامرة العقبة ذكرت أسماء قرشية معروفة، وقد ضعفها رواة قريش طبعا، لكن أكثرهم وثقوا الوليد بن جميع وغيره من الرواة الذين نقلوا أسماء هؤلاء ( الصحابة) المشاركين فيها! كما أنهم رووا عن حذيفة وعمار روايات فاضحة لبعض الصحابة