آيات الغدير - مركز المصطفى (ص) - الصفحة ٢٥١
الشرعي في هذا التصادم هو الإدغام لمصلحة العيد السابق، أو إطعام العيد اللاحق للسابق ! وهل هذه الأحكام للأعياد أحكام إسلامية ربانية، أم أحكام عمرية استحسانية، شبيها بقانون تصادم السيارات، أو قانون تصادم الأعياد الوطنية والدينية؟!!
إن المشكلة التي طرحها اليهودي، ما زالت قائمة عند الخليفة وأتباعه، لأن الخليفة لم يقدم لها حلا.. وكل الذي قدمه أنه اعترف بها وأقرها، ثم رتب عليها أحكاما لا يمكن قبولها، ولم يقل إنه سمعها من النبي صلى الله عليه وآله! فقد اعترف (خليفة المسلمين ) بأن يوم نزول الآية يوم عظيم ومهم بالنسبة إلى المسلمين، لأنه يوم مصيري وتاريخي أكمل الله فيه تنزيل الإسلام، وأتم فيه النعمة على أمته، ورضيه لهم دينا يدينونه به ، ويسيرون عليه، ويدعون الأمم إليه. وأن هذا اليوم العظيم يستحق أن يكون عيدا شرعيا للأمة الإسلامية تحتفل فيه وتجتمع فيه، في صف أعيادها الشرعية الثلاث: الفطر والأضحى والجمعة، وأنه لو كان عند أمة أخرى يوم مثله، لأعلنته عيدا ربانيا، وكان من حقها ذلك شرعا..
لقد وافق الخليفة صاحه اليهودي على كل هذا، وبذلك يكون عيد إكمال الدين في فقه إخواننا عيدا شرعيا سنويا، يضاف إلى عيدي الفطر والأضحى السنويين وعيد الجمعة الأسبوعي!
إن الناظر في المسألة يلمس أن عمر وقع في ورطة (آية علي بن أبي طالب) من ناحيتين:
فهو من ناحية ناقض نفسه في آخر ما نزل من القرآن.. ومن ناحية فتح على نفسه المطالبة بعيد الآية إلى يوم القيامة!!
وصار من حق المسلم أن يطالب الفقهاء أتباع عمر عن هذا العيد الذي لا يرى له عينا ولا أثرا، ولا اسما ولا رسما في تاريخ المسلمين ولا في حياتهم، ولا في مصادرهم إلا..
عند الشيعة!
ثم.. ألا يتفقون معنا في أن الأعياد الإسلامية توقيفية، فلا يجوز لأحد أن يشرع عيدا من نفسه..؟!!
إن حجة الشيعة في جعل يوم الغدير عيدا، أن أهل البيت عليهم السلام وشيعتهم رووا عن النبي صلى الله عليه وآله أن يوم الآية أي يوم الغدير عيد شرعي، وأن جبرئيل أخبره بأن الأنبياء عليهم السلام كانوا يأمرون أممهم أن تتخذ يوم نصب الوصي عيدا، وأمره أن يتخذه
(٢٥١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 246 247 248 249 250 251 252 253 254 255 256 ... » »»