آيات الغدير - مركز المصطفى (ص) - الصفحة ٢٦٧
بيته عليهم السلام على الأمة بصورة رسمية مكتوبة، فواجهه عمر بصراحة ووقاحة: لا نريد كتابك وأمانك من الضلال، ولا سنتك ولا عترتك، وحسبنا كتاب الله.. وحتى تفسيره من حقنا نحن لا من حقك، وحق عترتك!!
وأيده القرشيون الحاضرون ومن أثروا عليهم من الأنصار، وصاحوا في وجه نبيهم صلى الله عليه وآله: القول ما قاله عمر.. القول ما قاله عمر!!
وانقسم المحتشدون في بيت نبيهم في آخر أيامه، وتشادوا بالكلام فوق رأسه صلى الله عليه وآله، منهم من يقول قربوا له قلما وقرطاسا يكتب لكم أمانا من الضلال. وأكثرهم يصيح : القول ما قاله عمر، لا تقربوا له شيئا، ولا تدعوه يكتب!!
ويظهر أن جبرئيل حينذاك كان عند النبي صلى الله عليه وآله فقد كثر نزوله عليه في الأيام الأخيرة، فأخبره أن الحجة قد تمت، وأن الإصرار على الكتاب يعني دفع قريش نحو الردة ، والحل هو الإعراض عنهم وإكمال تبليغهم بطردهم!!
فطردهم النبي صلى الله عليه وآله وقال لهم: قوموا فما ينبغي عند نبي تنازع! قوموا ، فما أنا فيه خير مما تدعوني إليه...!!
وهذا الحديث (إيتوني بدواة وقرطاس) حديث معروف، رواه البخاري في عدة مواضع من صحيحه ! وروى أن ابن عباس سمى تلك الحادثة (رزية يوم الخميس)!
* * الحادية عشرة: أصيب النبي صلى الله عليه وآله بحمى شديدة في مرضه، وكان يغشى عليه لدقائق من شدة الحمى ويفيق.. فأحس بأن بعض من حوله أرادوا أن يسقوه دواء عندما أغمي عليه، فأفاق ونهاهم، وشدد عليهم النهي بأن لا يسقوه أي دواء إذا أغمي عليه.. ولكنهم اغتنموا فرصة الأغماء عليه بعد ذلك، وصبوا في فمه دواء فرفضه، فسقوه إياه بالقوة!
!
فأفاق النبي صلى الله عليه وآله، ووبخهم على عملهم! وأمر كل من كان حاضرا أن يشرب من ذلك الدواء، ما عدا بني هاشم!!
ورووا أن الجميع غير بني هاشم شربوا من (ذلك) الدواء!!
هذه الحادثة المعروفة في السيرة بحادثة (لد النبي) صلى الله عليه وآله ينبغي أن تعطى
(٢٦٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 262 263 264 265 266 267 268 269 270 271 272 ... » »»