بغدير خم، وأمر بما كان تحت الشجرة من الشوك فقم، وذلك يوم الخميس، ثم دعا الناس ، وأخذ بضبعيه ورفعه حتى نظر الناس إلى بياض إبطيه، ثم لم يتفرقوا حتى نزلت هذه الآية : اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: الله أكبر على إكمال الدين وإتمام النعمة، ورضى الرب برسالتي وبالولاية لعلي من بعدي. انتهى.
* * ويؤيد قول أهل البيت عليهم السلام ما روته مصادر الفريقين من أن النبي صلى الله عليه وآله كان لا يبدأ سفره إلا يوم الخميس، أو قلما يبدأه في غيره كما في البخاري: 4 / 6 وسنن أبي داود 1 / 586، بل تنص رواية ابن سيد الناس في عيون الأثر: 2 / 341 على أن سفر النبي من المدينة كان يوم الخميس.
وروى في بحار الأنوار: 16 / 272 عن الكافي بسند مقبول عن أبي عبد الله عليه السلام قال: كان النبي صلى الله عليه وآله إذا خرج في الصيف من البيت خرج يوم الخميس، وإذا أراد أن يدخل في الشتاء من البرد، دخل يوم الجمعة. انتهى.
ويؤيد قول أهل البيت عليهم السلام أيضا ما رووه عن جابر بأن حركته صلى الله عليه وآله كانت لأربع بقين من ذي القعدة، كما يأتي من سيرة ابن كثير. بل يؤيده أيضا، أن البخاري وأكثر الصحاح رووا أن سفره صلى الله عليه وآله كان كان لخمس بقين من ذي القعدة، بدون تحديد يوم. راجع البخاري: 2 / 146 و 184 و 187 و: 4 / 7 وفيه (وقدم مكة لأربع ليال خلون من ذي الحجة)، والنسائي: 1 / 154 و 208 و: 5 / 121، ومسلم: 4 / 32، وابن ماجة: 2 / 993، والبيهقي: 5 / 33، وغيرها.
ويؤيده أيضا أن مدة سيره صلى الله عليه وآله من المدينة إلى مكة لا تزيد على ثمانية أيام، وذلك بملاحظة الطريق الذي سلكه، والذي هو في حدود 400 كيلو مترا، وملاحظة سرعة السير، حتى أن بعض الناس شكوا له تعب أرجلهم فعلمهم النبي صلى الله عليه وآله أن يشدوها ! وأن أحدا لم يرو توقفه في طريق مكة أبدا. وبملاحظة روايات رجوعه ووصوله إلى المدينة أيضا، مع أنه توقف طويلا نسبيا في الغدير... إلخ.
ثم بملاحظة الروايات التي تتفق على أن وصوله إلى مكة كان في الرابع من ذي الحجة كما