آيات الغدير - مركز المصطفى (ص) - الصفحة ٢٦٥
عبد الله بن عمرو بن العاص.. وقد أحست قريش بأن ذلك يعني تدوين مقولات النبي صلى الله عليه وآله العظيمة في حق عترته وبني هاشم، ومقولاته في ذم عدد كبير من فراعنة قريش وشخصياتها.. فعملت على منع كتابة سنة النبي صلى الله عليه وآله في حياته، في حين أن بعض زعمائها كان يكتب أحاديث اليهود، ويحضر درسهم في كل سبت!!
وقد وثقنا ذلك في كتاب تدوين القرآن.
وقد روت مصادر السنيين أن عبد الله بن عمرو شكى إلى النبي صلى الله عليه وآله أن (قريشا ) نهته عن كتابة حديثه، لأن أحاديثه التي فيها غضب عليها ليست حجة شرعا! قال أبو داود في سننه: 2 / 176: (عن عبد الله بن عمرو قال: كنت أكتب كل شيء أسمعه من رسول الله صلى الله عليه وسلم، أريد حفظه، فنهتني قريش (يعني عمر) وقالوا: أتكتب كل شيء تسمعه ! ورسول الله صلى الله عليه وسلم بشر يتكلم في الغضب والرضا! فأمسكت عن الكتاب، فذكرت ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فأومأ بإصبعه إلى فيه فقال: (أكتب، فوالذي نفسي بيده ما يخرج منه إلا حق)! انتهى. ورواه أحمد في مسنده: 2 / 192، و 215، والحاكم في المستدرك: 1 / 105 و: 3 / 528، وصححه.
* * السابعة: محاولة اغتيال النبي صلى الله عليه وآله في طريق عودته من حجة الوداع عند عقبة هرشى بعد نصبه عليا في غدير خم، وقد كشف الوحي المؤامرة، وكانت شبيهة إلى حد كبير بمؤامرة اغتياله صلى الله عليه وآله في العقبة، في طريق رجوعه من مؤتة!
الثامنة: تصعيد قريش انتقادها ومقاومتها لأعمال النبي صلى الله عليه وآله لتركيز مكانة عترته عليهم السلام وأسرته بني هاشم في الأمة، واعتراض عدد منهم عليه بصراحة ووقاحة ، ومطالبتهم بأن يجعل الخلافة لقريش تدور في قبائلها، أو يشرك مع علي غيره من قبائل قريش!!
وقد رفض النبي صلى الله عليه وآله كل مطالبهم، لأنه لا يملك شيئا مع الله تعالى، ولم يعط شيئا من عنده حتى يمنعه، وإنما هو عبد ورسول مبلغ صلى الله عليه وآله. وقد تقدم نص تنزيه الأنبياء للشريف المرتضى / 167:
(جاءه قوم من قريش فقالوا له: يا رسول الله صلى الله عليه وآله إن الناس قريبو عهد
(٢٦٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 260 261 262 263 264 265 266 267 268 269 270 ... » »»