آيات الغدير - مركز المصطفى (ص) - الصفحة ٢٥٦
وللحديث طرق ليس فيها ابن لهيعة.. ولكن علته الحقيقية عندهم مخالفته لما قاله الخليفة عمر، كما صرح به السيوطي وابن كثير! فقد قال ابن كثير في سيرته: 1 / 198: تفرد به أحمد، ورواه عمرو بن بكير عن ابن لهيعة، وزاد: نزلت سورة المائدة يوم الاثنين: اليوم أكملت لكم دينكم، وهكذا رواه بعضهم عن موسى بن داود به، وزاد أيضا: وكانت وقعة بدر يوم الاثنين. وممن قال هذا يزيد بن حبيب. وهذا منكر جدا!! قال ابن عساكر: والمحفوظ أن بدرا ونزول: اليوم أكملت لكم دينكم يوم الجمعة، وصدق ابن عساكر. انتهى.
وقد تقدم أن علة نكارته عند ابن كثير أنه مخالف لقول عمر، وقول معاوية! وقد كان ابن عساكر أكثر اتزانا منه حيث لم يصف الخبر بالضعف أو النكارة، بل قال إنه مخالف للمحفوظ ، أي المشهور عندهم، وهو قول عمر.
* * وينبغي الإلفات إلى أن الإشكال عليهم بأحاديث نزول الآية في يوم الاثنين إنما هو إلزام لهم بما التزموا به، وإلا فنحن لا نقبل أنه صلى الله عليه وآله لم يبق بعد الآية إلا ثمانين يوما، لأن المعتمد عندنا أن الآية نزلت يوم الثامن عشر من ذي الحجة، وأن وفاته صلى الله عليه وآله كانت في الثامن والعشرين من صفر، فتكون الفاصلة بنحو سبعين يوما .
وقد ثبت عندنا أن الآية نزلت يوم الخميس، وفي رواية يوم الجمعة، كما ثبت عندنا أن بعثة النبي صلى الله عليه وآله كانت يوم الاثنين، وأن عليا عليه السلام صلى معه يوم الثلاثاء، وأن وفاته صلى الله عليه وآله كانت في يوم الاثنين أيضا، وقد تكون سورة المائدة نزلت يوم الاثنين أي أكثرها، ثم نزلت بقيتها بعد ذلك، ومنها آية التبليغ، وآية إكمال الدين.
* * عاشرا: إن القول بأن يوم عرفة في تلك السنة كان يوم جمعة، تعارضه الروايات التي سجلت يوم حركة النبي صلى الله عليه وآله من المدينة، وأنه كان يوم الخميس لأربع بقين من ذي القعدة. وهو الرواية المشهورة عن أهل البيت عليهم السلام، وهي منسجمة مع تاريخ نزول الآية في يوم الغدير الثامن عشر من ذي الحجة.
(٢٥٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 251 252 253 254 255 256 257 258 259 260 261 ... » »»