آيات الغدير - مركز المصطفى (ص) - الصفحة ٢٤٩
.. على أساس أن يوم عرفات كان يوم جمعة، كما ستعرف!
* * خامسا: أن عيد المسلمين هو يوم الأضحى، وليس يوم عرفة، ولم أجد رواية تدل على أن يوم عرفة عيد شرعي، فالقول بذلك مما تفرد به عمر بن الخطاب، ولم يوافقه عليه أحد من المسلمين. فيجب أن يدخل عند السلفيين يدخل في باب البدعة!
أما إذا أخذنا برواية النسائي القائلة إن عرفة كان يوم خميس، وأن الآية نزلت ليلة عرفة .. فلا يبقى عيد حتى يصطدم به العيد النازل من السماء، ولا يحتاج الأمر إلى قانون إدغام الأعياد الإلهية المتصادمة، كما ادعى عمر!
وعلى هذا يكون معنى جوابه أن يوم نزول آية إكمال الدين يستحق أن يكون عيدا، ولكن آيته نزلت قبل العيد بيومين، فلم نتخذ يومها عيدا!
وهو كلام متهافت!
* * سادسا: أن قول عمر يناقض ما رووه عنه نفسه بسند صحيح أيضا.. فقد فهم هذا اليهودي من الآية أن الله تعالى قد أكمل تنزيل الإسلام وختمه في يوم نزول الآية، وقبل عمر منه هذا التفسير.. فلا بد أن يكون نزولها بعد نزول جميع الفرائض، فيصح على رأيه ما قاله أهل البيت عليهم السلام وما قاله السدي وابن عباس وغيرهما من أنه لم تنزل بعدها فريضة ولا حكم.
مع أن عمر قال إن آية إكمال الدين نزلت قبل آيات الكلالة، وأحكام الإرث، وغيرها، كما تقدم في بحث آخر ما نزل من القرآن! فوجب على مذهبه أن يقول لليهودي: ليس معنى الآية كما ظننت، بل كان بقي من الدين عدة أحكام وشرائع نزلت بعدها، وذلك اليوم هو الجدير بأن يكون عيدا، وليس يوم نزول الآية!
وعندما تتناقض الروايات عن شخص واحد، فلا بد من التوقف فيها جميعا، وتجميد كل روايات عمر في آخر ما نزل من القرآن، وفي وقت نزول آية إكمال الدين، لأنه اضطرب في المسألة أو اضطربت روايتها عنه!
ومن جهة أخرى، فقد أقر عمر أن (اليوم) في الآية هو اليوم المعين الذي نزلت فيه،
(٢٤٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 244 245 246 247 248 249 250 251 252 253 254 ... » »»