مسند أحمد: 3 / 14: عن أبي سعيد قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إني تارك فيكم الثقلين، أحدهما أكبر من الآخر: كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض، وعترتي أهل بيتي، وإنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض. انتهى. ورواه أيضا في: 3 / 17 26 و 59، و: 4 / 366، و 371، والدارمي: 2 / 431، ومسلم 7 / 122، والحاكم، وصححه على شرط الشيخين وغيرهما في: 3 / 109 و 148، والبيهقي في سننه: 2 / 148، وغيرهم .
وهذا الحديث الصحيح بدرجة عالية يدل على حصر مصدر الدين بعد النبي صلى الله عليه وآله بأهل بيته صلى الله عليهم، أو يدل على الأقل على ترجيح قولهم عند تعارضه مع قول غيرهم .. لذا يجب ترجيحه هنا.
* * ثالثا: أن الرواية عن عمر نفسه متعارضة، وتعارضها يوجب التوقف في الأخذ بها، فقد رووا عنه أن يوم عرفة في حجة الوداع كان يوم خميس، وليس يوم جمعة. قال النسائي في سننه: 5 / 251:
أخبرنا إسحاق بن إبراهيم قال: أنبأنا عبد الله بن إدريس، عن أبيه، عن قيس بن مسلم ، عن طارق بن شهاب قال: قال يهودي لعمر: لو علينا نزلت هذه الآية لاتخذناه عيدا:
اليوم أكملت لكم دينكم.
قال عمر: قد علمت اليوم الذي أنزلت فيه والليلة التي أنزلت، ليلة الجمعة ونحن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بعرفات! انتهى.
والطريف أن النسائي روى عن عمر في: 8 / 114، أنها نزلت في عرفات في يوم جمعة!
* * رابعا: تقدم قول البخاري في روايته أن سفيان الثوري، وهو من أئمة الحديث والعقيدة عندهم، لم يوافق على أن يوم عرفة كان يوم جمعة (قال سفيان وأشك كان يوم الجمعة أم لا..) وهناك عدد من الروايات تؤيد شك سفيان! بل يظهر أن سفيانا كان قاطعا بأن يوم عرفة في حجة الوداع لم يكن يوم جمعة، وإنما قال (أشك) مداراة لجماعة عمر، الذين فرضوا سلطتهم ورتبوا كل روايات أحداث حجة الوداع، بل وأحداث التاريخ الإسلامي كلها