آيات الغدير - مركز المصطفى (ص) - الصفحة ٢٤٠
الله، فصارت في ذريته الأصفياء الذين آتاهم الله العلم والإيمان، بقوله تعالى: قال الذين أوتوا العلم والإيمان لقد لبثتم في كتاب الله إلى يوم البعث، فهي في ولد علي عليه السلام خاصة إلى يوم القيامة، إذ لا نبي بعد محمد صلى الله عليه وآله.
فمن أين يختار هؤلاء الجهال! انتهى.
* * القول الثاني قول المفسرين السنيين الموافق لقول أهل البيت عليهم السلام:
وأحاديثهم في بيعة الغدير تبلغ العشرات، وفيها صحاح من الدرجة الأولى وقد جمعها عدد من علمائهم القدماء منهم الطبري المؤرخ في كتابه (الولاية) فبلغت طرقها ونصوصها عنده مجلدين، وكذلك فعل ابن عساكر وغيره. وتنص رواياتها على أن النبي صلى الله عليه وآله أصعد عليا معه على المنبر، ورفع يده حتى بان بياض إبطيهما، وبلغ الأمة ما أمره الله فيه... إلخ.
وقد انتقد بعض المتعصبين المحدث الطبري الذي يحترمونه بسبب تأليفه كتاب (الولاية) في أحاديث الغدير، خوفا أن يحتج بها الشيعة عليهم، ويجادلوهم بها عند ربهم!
وتنص بعض روايات الغدير عندهم على أن آية إكمال الدين نزلت في الجحفة يوم الغدير بعد إبلاغ النبي صلى الله عليه وآله ولاية علي عليه السلام.
لكن أن أكثر علماء السنيين مع أنهم صححوا أحاديث الغدير، لم يقبلوا الأحاديث القائلة بأن آية إكمال الدين نزلت يوم الغدير، وأخذوا بقول عمر ومعاوية، أنها نزلت يوم عرفة ، كما سيأتي.. فحديث الغدير محل إجماع عندهم، ونزول آية إكمال الدين فيه، محل خلاف .
وقد جمع أحاديث بيعة الغدير عدد من علماء الشيعة القدماء والمتأخرين، ومن أشهر المتأخرين : النقوي الهندي في كتابه عبقات الأنوار، والشيخ الأميني في كتابه الغدير، والسيد المرعشي في كتابه شرح إحقاق الحق، والسيد الميلاني في كتابه نفحات الأزهار.
وقد أورد صاحب الغدير عددا من روايات مصادر السنيين في أن آية إكمال الدين نزلت في يوم الغدير، بعد إعلان النبي صلى الله عليه وآله ولاية علي عليه السلام.. وهذه خلاصة
(٢٤٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 235 236 237 238 239 240 241 242 243 244 245 ... » »»