آيات الغدير - مركز المصطفى (ص) - الصفحة ٢٥٠
وليس وقتا مجملا ولا يوما مضى قبل سنين كفتح مكة، أو يوم يأتي بعد شهور مثلا. وهذا يستوجب رد قول الطبري الذي تعمد اختياره ليوافق عمر، ويستوجب رد كل الروايات التي تريد تعويم كلمة (اليوم) في الآية، أو تريد جعله يوم فتح مكة، لتبرير رأي عمر.
قال القرطبي في تفسيره: 1 / 143: وقد يطلق اليوم على الساعة منه قال الله تعالى:
اليوم أكملت لكم دينكم، وجمع يوم أيام، وأصله أيوام فأدغم.
وقال في: 2 / 61: واليوم قد يعبر بجزء منه عن جميعه، وكذلك عن الشهر ببعضه تقول:
فعلنا في شهر كذا كذا وفي سنة كذا كذا، ومعلوم أنك لم تستوعب الشهر ولا السنة، وذلك مستعمل في لسان العرب والعجم. انتهى.
* * سابعا: أن جواب عمر لليهودي غير مقنع لا لليهودي ولا للمسلم! لأنه إن كان يقصد الاعتذار بأن نزولها صادف يوم عيد ولذلك لم نتخذ يومها عيدا، فيمكن لليهودي أن يجيبه: لماذا خرب عليكم ربكم هذا العيد وأنزله في ذلك اليوم؟!
وإن كان يقصد إدغام عيد إكمال الدين بعيد عرفة، حتى صار جزءا منه، فمن حق سائل أن يسأل: هذا يعني أنكم جعلتم يوم نزولها نصف عيد، مشتركا مع عرفة.. فأين هذا العيد الذي لا يوجد له أثر عندكم، إلا عند الشيعة؟!
وإن كان يقصد أن هذا اليوم الشريف والعيد العظيم، قد صادف يوم جمعة ويوم عرفة، فأدغم فيهما وذاب، أو أكلاه واختفى! فكيف أنزل الله تعالى هذا العيد على عيدين، وهو يعلم أنهما سيأكلانه؟!
فهل تعمد الله تعالى تذويب هذا العيد، أم نسي والعياذ بالله، فأنزل عيدا في يوم عيد ، فتدارك المسلمون الأمر بقرار الدمج والإدغام، أو التنصيف!!
ثم من الذي اتخذ قرار الإدغام؟ ومن الذي يحق له أن يدغم عيدا إلهيا في عيد آخر، أو يطعم عيدا ربانيا لعيد آخر؟!
وما بال الأمة الإسلامية لم يكن عندها خبر من حادثة اصطدام الأعياد الربانية في عرفات ، حتى جاء هذا اليهودي في خلافة عمر ونبههم! فأخبره الخليفة عمر بأنه يوافقه على كل ما يقوله، وأخبره وأخبر المسلمين بقصة تصادم الأعياد الإلهية في عرفات، وأن الحكم
(٢٥٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 245 246 247 248 249 250 251 252 253 254 255 ... » »»