آيات الغدير - مركز المصطفى (ص) - الصفحة ٢٤٤
منها: اليوم أكملت لكم دينكم. في الصحيح عن عمر أنها نزلت عشية عرفة يوم الجمعة عام حجة الوداع، وله طرق كثيرة. لكن أخرج ابن مردويه عن أبي سعيد الخدري: أنها نزلت يوم غدير خم. وأخرج مثله من حديث أبي هريرة وفيه أنه اليوم الثامن عشر من ذي الحجة مرجعه من حجة الوداع. وكلاهما لا يصح. انتهى.
وقال في الدر المنثور: 2 / 259:
أخرج ابن مردويه، وابن عساكر بسند ضعيف، عن أبي سعيد الخدري قال: لما نصب رسول الله صلى الله عليه وسلم عليا يوم غدير خم، فنادى له بالولاية هبط جبرئيل عليه بهذه الآية : اليوم أكملت لكم دينكم.
وأخرج ابن مردويه، والخطيب، وابن عساكر بسند ضعيف عن أبي هريرة قال: لما كان غدير خم وهو اليوم الثامن عشر من ذي الحجة، قال النبي صلى الله عليه وسلم: من كنت مولاه فعلي مولاه، فأنزل الله: اليوم أكملت لكم دينكم. انتهى.
وموقف السيوطي هو الموقف العام للعلماء السنيين.. ولكنه لا يعني أنهم يضعفون حديث الغدير، فهم يقولون إنه صحيح، لكن يدعون أن الآية نزلت قبله، تمسكا بقول عمر الذي روته صحاحهم، فهم يتمسكون بحديث عمر حتى لو خالفته أحاديث صحاح، أو خالفه الحساب والتاريخ !
ومن المتعصبين لرأي عمر المذكور: ابن كثير، وهذه خلاصة كلامه في تفسيره: 2 / 14:
قال أسباط عن السدي: نزلت هذه الآية يوم عرفة، ولم ينزل بعدها حلال ولا حرام. وقال ابن جرير وغير واحد: مات رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد يوم عرفة بأحد وثمانين يوما ، رواهما ابن جرير.
ثم ذكر ابن كثير رواية مسلم وأحمد والنسائي والترمذي المتقدمة وقال: قال سفيان: وأشك كان يوم الجمعة أم لا: اليوم أكملت لكم دينكم، الآية.
وشك سفيان رحمه الله إن كان في الرواية فهو تورع، حيث شك هل أخبره شيخه بذلك أم لا ، وإن كان شكا في كون الوقوف في حجة الوداع كان يوم جمعة فهذا ما أخاله يصدر عن الثوري رحمه الله، فإن هذا أمر معلوم مقطوع به، لم يختلف فيه أحد من أصحاب المغازي والسير ولا من الفقهاء، وقد وردت في ذلك أحاديث متواترة، لا يشك في صحتها، والله أعلم.
(٢٤٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 239 240 241 242 243 244 245 246 247 248 249 ... » »»