آيات الغدير - مركز المصطفى (ص) - الصفحة ٢٣٥
استقصائها بعد أن كان ذلك مفهوما من الآية نفسها.
الفرق بين الإكمال والإتمام ذهب بعض اللغويين إلى أن الكمال والتمام والإكمال والإتمام مترادفتان ولا فرق بينهما .
وذهب آخرون إلى وجود فرق بينهما، وأكثروا الكلام في محاولتهم التمييز بينهما، لكن بلا محصل.. فقد حاموا حول الفرق ولم يحددوه!
قال الزبيدي في شرح القاموس: 8 / 103:
(الكمال: التمام) وهما مترادفان كما وقع في الصحاح وغيره، وقد فرق بينهما بعض أرباب المعاني، وأوضحوا الكلام في قوله تعالى: اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ، وبسطه في العناية، وأوسع الكلام فيه البهاء السبكي في عروس الأفراح.
وقيل: التمام الذي تجزأ منه أجزاؤه كما سيأتي، وفيه ثلاث لغات (كمل كنصر وكرم وعلم ) قال الجوهري والكسر أردؤها، وزاد ابن عباد: كمل يكمل مثل ضرب يضرب، نقله الصاغاني (كمالا وكمولا فهو كامل وكميل) جاؤوا به على كمل.
وقال في ص 212: (وتمام الشيء وتمامته وتتمته ما يتم به).
وقال الفارسي: تمام الشيء ما تم به بالفتح لا غير، يحكيه عن أبي زيد.
وتتمة كل شيء ما يكون تمام غايته، كقولك هذه الدراهم تمام هذه المائة، وتتمة هذه المائة .
قال شيخنا: وقد سبق في كمل أن التمام والكمال مترادفان عند المصنف وغيره، وأن جماعة يفرقون بينهما بما أشرنا إليه.
وزعم العيني أن بينهما فرقا ظاهرا ولم يفصح عنه.
وقال جماعة: التمام الإتيان بما نقص من الناقص، والكمال الزيادة على التمام، فلا يفهم السامع عربيا أو غيره من رجل تام الخلق إلا أنه لا نقص في أعضائه، ويفهم من كامل معنى زائد على التمام كالحسن والفضل الذاتي أو العرضي. فالكمال تمام وزيادة، فهو أخص .
وقد يطلق كل على الآخر تجوزا، وعليه قوله تعالى: اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم
(٢٣٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 230 231 232 233 234 235 236 237 238 239 240 ... » »»