نعمتي. كذا في كتاب التوكيد لابن أبي الأصبع.
وقيل التمام يستدعي سبق نقص، بخلاف الكمال.
وقيل غير ذلك، مما حرره البهاء السبكي في عروس الأفراح، وابن الزملكاني في شرح التبيان ، وغير واحد.
قلت: وقال الحراني: الكمال الانتهاء إلى غاية ليس وراءها مزيد من كل وجه. وقال ابن الكمال: كمال الشيء حصول ما فيه الغرض منه، فإذا قيل كمل فمعناه حصل ما هو الغرض منه . انتهى.
- - وقال أبو هلال العسكري في الفروق اللغوية ص 458:
الفرق بين الكمال والتمام: أن قولنا كمال اسم لاجتماع أبعاض الموصوف به، ولهذا قال المتكلمون العقل كمال علوم ضروريات يميز بها القبيح من الحسن يريدون اجتماع علوم، ولا يقال تمام علوم لأن التمام اسم للجزء والبعض الذي يتم به الموصوف بأنه تام.
ولهذا قال أصحاب النظم القافية تمام البيت، ولا يقال كمال البيت، ويقولون البيت بكماله أي باجتماعه، والبيت بتمامه أي بقافيته.
ويقال هذا تمام حقك للبعض الذي يتم به الحق، ولا يقال كمال حقك، فإن قيل: لم قلت إن معنى قول المتكلمين كمال علوم اجتماع علوم؟
قلنا: لا اختلاف بينهم في ذلك، والذي يوضحه أن العقل المحدود بأنه كمال علوم هو هذه الجملة واجتماعها، ولهذا لا يوصف المراهق بأنه عاقل وإن حصل بعض هذه العلوم أو أكثرها له، وإنما يقال له عاقل إذا اجتمعت له. انتهى.
أقول: من المؤكد أن بينهما فرقا، بدليل استعمال القرآن لفظ الإكمال للدين، ولفظ الإتمام للنعمة.. فما ذكره العسكري أقرب إلى الصواب، والظاهر أن مادة (كمل) تستعمل للمركب الذي لا يحصل الغرض منه إلا بكل أجزائه، فهو يكمل بها جميعا، وإن نقص شئ منها يكون وجوده ناقصا أو مثلوما! ولذا قال علي عليه السلام سيد الفصحاء بعد النبي صلى الله عليه وآله في عهده لمالك الأشتر، كما في نهج البلاغة: 3 / 103: (فأعط الله من بدنك في ليلك ونهارك، ووف ما تقربت به إلى الله من ذلك، كاملا غير مثلوم ولا منقوص بالغا من بدنك ما بلغ). انتهى.