إذا جاء نصر الله والفتح.
وفي المعجم الكبير للطبراني: 12 / 19: عن ابن عباس قال: آخر آية أنزلت: واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله. انتهى. وهي الآية 281 من سورة البقرة!
* * ونذكر في آخر ادعاءاتهم في آخر آية من القرآن: أن معاوية بن أبي سفيان أدلى بدلوه في هذا الموضوع، ونفى على المنبر أن تكون آية (اليوم أكملت لكم دينكم..) آخر ما نزل ، وأفتى للمسلمين بأن آخر آية نزلت هي الآية 110 من سورة الكهف، وأنها كانت تأديبا من الله لنبيه صلى الله عليه وآله!!
ففي المعجم الكبير للطبراني: 19 / 392:
عمرو بن قيس أنه سمع معاوية بن أبي سفيان على المنبر نزع بهذه الآية: اليوم أكملت لكم دينكم.. قال: نزلت يوم عرفة في يوم جمعة، ثم تلا هذه الآية: فمن كان يرجو لقاء ربه... وقال: إنها آخر آية نزلت.... تأديبا لرسول الله.. انتهى.
وقد التفت السيوطي إلى أن كيل التناقض قد طفح لإبعاد آية إكمال الدين عن ختم القرآن وحجة الوداع وغدير خم.. فاستشكل في قبول قول معاوية وعمر! ولكنه مر بذلك مرورا سريعا ، على عادتهم في التغطية والتستر على تناقض من يحبونهم. قال في الإتقان: 1 / 102:
من المشكل على ما تقدم قوله تعالى: اليوم أكملت لكم دينكم، فإنها نزلت بعرفة في حجة الوداع، وظاهرها إكمال جميع الفرائض والأحكام قبلها. وقد صرح بذلك جماعة منهم السدي ، فقال: لم ينزل بعدها حلال ولا حرام، مع أنه ورد في آية الربا والدين والكلالة أنها نزلت بعدها!
وقد استشكل ذلك ابن جرير وقال: الأولى أن يتأول على أنه أكمل لهم الدين بإفرادهم بالبلد الحرام، وإجلاء المشركين عنه حتى حجه المسلمون، لا يخالطهم المشركون!. انتهى.
ومعنى كلام ابن جرير الطبري الذي ربما ارتضاه السيوطي: أن حل التناقض في كلام الصحابة بأن نقبله ونبعد إكمال الدين وإتمام النعمة عن التشريع وتنزيل الأحكام والفرائض، ونحصره بتحرير مكة فقط، حتى تسلم لنا أحاديث عمر عن الكلالة والربا، وحديث معاوية عن آخر آية في (تأديب النبي)!!