آيات الغدير - مركز المصطفى (ص) - الصفحة ٢٢١
عمر: سعد أفقه منك، فقال عبد الله بن عباس: يا سعد إنا لا ننكر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مسح، ولكن هل مسح منذ نزلت المائدة، فإنها أحكمت كل شيء، وكانت آخر سورة نزلت من القرآن، ألا تراه قال... فلم يتكلم أحد. رواه الطبراني في الأوسط ، وروى ابن ماجة طرفا منه، وفيه عبيد بن عبيدة التمار وقد ذكره ابن حبان في الثقات ، وقال: يغرب. انتهى.
يقصد الهيثمي أن الرواية ضعيفة بهذا الراوي، الذي وثقه ابن حبان، وقال عنه إنه يروي روايات غريبة، أي مخالفة لمقررات المذهب الرسمي الذي يقول إن الواجب هو غسل الرجلين في الوضوء، ويقول إن المائدة ليست آخر سورة نزلت!
وفي الدر المنثور: 2 / 252:
وأخرج أبو عبيد عن ضمرة بن حبيب وعطية بن قيس قالا: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : المائدة (من) آخر القرآن تنزيلا، فأحلوا حلالها وحرموا حرامها. انتهى.
ويشك الإنسان في كلمة (من) التي تفردت بها هذه الرواية، وكأن راويها أضافها للمصالحة بين الواقع وبين ما تبنته السلطة، وجعلته مشهورا.
وفي تفسير التبيان: 3 / 413:
وقال عبد الله بن عمر: آخر سورة نزلت المائدة.
وفي الغدير: 1 / 228:
ونقل ابن كثير من طريق أحمد والحاكم والنسائي عن عايشة: أن المائدة آخر سورة نزلت.
انتهى.
* * ويتضح من مجموع ذلك أن المتسالم عليه عند عند أهل البيت عليهم السلام أن آخر ما نزل من القرآن سورة المائدة.. وأنه مؤيد بروايات صحيحة وكثيرة في مصادر إخواننا.. بل يمكن القول بأن نص آية (اليوم أكملت لكم دينكم) وحده يكفي دليلا على أنها نزلت في آخر ما نزل من القرآن، لأنها تنص على أن نزول الفرائض قد تم.. وتنفي أن يكون نزل بعدها فريضة.
على أنه وردت نصوص بذلك كما تقدم عن الإمام الباقر عليه السلام، وكما سيأتي من رواية
(٢٢١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 216 217 218 219 220 221 222 223 224 225 226 ... » »»