آيات الغدير - مركز المصطفى (ص) - الصفحة ٢١٠
قال: نعم. انتهى. ورواه أحمد في مسنده: 2 / 366، وغيره.. وغيره.
وقال الحاكم في المستدرك 3 / 148:
عن زيد بن أرقم رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله: إني تارك فيكم الثقلين، كتاب الله وأهل بيتي، وإنهما لن يتفرقا حتى يردا علي الحوض. هذا حديث صحيح الإسناد على شرط الشيخين، ولم يخرجاه. انتهى. وقد رأيت أن مسلما رواه، ولكن لفظ الحاكم فيه إخبار نبوي باستمرار وجود إمام من أهل بيته صلى الله عليه وآله إلى يوم القيامة .
وانظر كيف صور ابن كثير القضية في بدايته: 5 / 408، قال:
لما تفرغ النبي من بيان المناسك، ورجع إلى المدينة خطب خطبة عظيمة الشأن في اليوم الثامن عشر من ذي الحجة بغدير خم، تحت شجرة هناك، فبين فيها أشياء، وذكر في فضل علي بن أبي طالب وأمانته وعدله وقربه إليه، وأزاح به ما كان في نفوس كثير من الناس منه، وقد اعتنى بأمر حديث غدير خم أبو جعفر الطبري، فجمع فيه مجلدين، وأورد فيها طرقه وألفاظه، وكذلك الحافظ الكبير أبو القاسم بن عساكر أورد أحاديث كثيرة في هذه الخطبة. انتهى.
فقد جعل ابن كثير القضية أن كثيرا من المسلمين كانوا غاضبين من علي بن أبي طالب، متحاملين عليه في أنفسهم، فأوقف النبي المسلمين صلى الله عليه وآله في غدير خم، لكي يثبت لهم براءة علي ويرضيهم عنه، فذكر فضله وقربه منه (وأزاح به ما كان في نفوس كثير من الناس منه) وبين في خطبته (أشياء) من هذا القبيل ! وكان الله يحب المحسنين!
ولو كان ابن كثير مؤرخا من عشيرة بني عبد الدار - الذين قتل علي منهم بضعة عشر فارسا منهم حملوا لواء قريش في وجه رسول الله صلى الله عليه وآله - لما كتب بأسوأ من هذا الأسلوب ! فإن المؤرخ المسلم لا يستطيع أن يكتب به إلا.. إذا كان مبغضا لعلي بن أبي طالب!
فهل عرفت لماذا يحب (السلفيون) ابن كثير ويهتمون بنشر كتبه؟!
* * لماذا الجحفة وغدير خم؟
والسؤال هنا: لماذا الوحي في طريق المدينة.. والصحراء، والظهيرة؟
(٢١٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 205 206 207 208 209 210 211 212 213 214 215 ... » »»