آيات الغدير - مركز المصطفى (ص) - الصفحة ٢١٧
، وجعل لأمة رسوله وليا.. فمتى كان لكم الخيرة من أمركم حتى تختاروا زيدا أو عمرو ، بعد أن قضى الله ورسوله أمرا!!
فالحجة عليكم تامة من أبي، والآن مني، ونعم الموعد القيامة، والزعيم محمد صلى الله عليه وآله.. وعند الساعة يخسر المبطلون!
* * لقد كان إعلان غدير خم عملا ربانيا خالدا، بمنطق التبليغ والأعمال الرسولية..
وكانت الأعمال المقابلة له أعمالا قوية بمنطق الأعمال السياسية، وفرض الأمر الواقع ..
والعمل السياسي قد يغلب العمل الرسولي..
ولكنها غلبة سياسية جوفاء بلا حجة، ولا وزن عند العقل.. ولو استمرت سنين، أو قرونا ، أو إلى ظهور المهدي الموعود عليه السلام.
* * الفصل السادس: تفسير آية إكمال الدين آخر ما نزل من القرآن ليس من المبالغة القول: إن البحث الجاد في أسباب نزول آيات القرآن وسوره، من شأنه أن يحدث تحولا علميا، لأنه سيكشف حقائق كثيرة، ويبطل بعض المسلمات التي تصور الناس لقرون طويلة أنها حقائق ثابتة!
ذلك أن الجانب الرياضي في أسباب النزول أقوى منه في موضوعات التفسير الأخرى.. فعندما تجد خمس روايات في سبب نزول آية، وكل واحدة منها تذكر سببا وتاريخا لنزولها، وهي متناقضة في المكان، أو الزمان، أو الحادثة.. فلا يمكنك أن تقول كلها مقبولة، وكل رواتها صحابة، وكلهم نجوم بأيهم اقتدينا اهتدينا.. بل لا بد أن يكون السبب واحدا من هذه الأسباب، أو من غيرها، والباقي غير صحيح!
ولهذه الطبيعة المحددة في سبب النزول، كانت أسبابه مادة حاسمة في تفسير القرآن..
وإن كانت صعوبة البحث فيها تعادل غناها، بل قد تزيد عليه أحيانا، لكثرة التشويش، والتناقض، والوضع في رواياتها!
(٢١٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 212 213 214 215 216 217 218 219 220 221 222 ... » »»