آيات الغدير - مركز المصطفى (ص) - الصفحة ٢١٨
ومهما تكن الصعوبة، فلا بد للباحثين في تفسير القرآن وعلومه، أن يدخلوا هذا الباب بفعالية وصبر، ويقدموا نتائج بحوثهم إلى الأمة والأجيال، لأنها ستكون نتائج جديدة مفيدة في فهم القرآن والسيرة، بل في فهم العقائد والفقه والإسلام عموما..
وأكتفي من هذا الموضوع بهذه الإشارة لنستفيد في موضوعنا من أسباب النزول.
* * ليس عجيبا أن يختلف المسلمون في أول آيات نزلت على النبي صلى الله عليه وآله، لأنهم لم يكونوا آنذاك مسلمين.. ثم إنهم باستثناء القلة، لم يكتبوا ما سمعوه من نبيهم في حياته، ومنعت السلطة كتابتها بعد وفاته.. فأوقعت أجيال المسلمين في اختلاف في أحاديثه وسيرته!
ولهذا لا نعجب إذا وجدنا أربعة أقوال في تعيين أول ما أنزله الله تعالى من كتابه أنه سورة اقرأ. وأنه سورة المدثر. وأنه سورة الفاتحة. وأنه البسملة.. كما في الإتقان للسيوطي: 1 / 91!!
ولكن العجيب اختلافهم في آخر ما نزل من القرآن، وقد كانوا دولة وأمة ملتفة حول نبيها ، وقد أعلن لهم نبيهم صلى الله عليه وآله أنه راحل عنهم عن قريب، وحج معهم حجة الوداع ، ومرض قبل وفاته مدة، وودعوه وودعهم!
فلماذا اختلفوا في آخر آية أو سورة نزلت عليه صلى الله عليه وآله؟
الجواب: أن الأغراض السياسية لم تدخل في مسألة أول ما نزل من القرآن كما دخلت في مسألة آخر ما نزل منه.. كما سترى!!
* * سورة المائدة آخر ما نزل من القرآن يصل الباحث في مصادر الحديث والفقه والتفسير إلى أن سورة المائدة آخر سورة نزلت من القرآن .. وأن آية (اليوم أكملت لكم دينكم) نزلت بعد إكمال نزول جميع الفرائض.. وأن بعض الصحابة حاولوا أن يجعلوا بدل المائدة سورا أخرى، وبدل آية إكمال الدين، آيات أخرى .
رأي أهل البيت عليهم السلام
(٢١٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 213 214 215 216 217 218 219 220 221 222 223 ... » »»