!
ومن ذلك تصورهم أن الآية تعارض الرواية القائلة إن موته صلى الله عليه وآله استند إلى اللقمة التي أكلها من الشاة المسمومة التي قدمتها إليه اليهودية، ثم أتاه جبريل عليه السلام فأخبره فامتنع عن الأكل، فانتقض عليه سم تلك اللقمة بعد سنة فتوفي بسببه..
قال في هامش الشفا 1 / 317:
فإن قيل: ما الجمع بين قوله تعالى (والله يعصمك من الناس) وبين هذا الحديث المقتضي لعدم العصمة، لأن موته عليه السلام بالسم الصادر من اليهودية؟
والجواب: أن الآية نزلت عام تبوك، والسم كان بخيبر قبل ذلك.
مع أن العصمة في الآية عصمته عن ارتداد قريش، وتسبيبها ارتداد الأمة!
* * الفصل الخامس: قصة الغدير قريش في حجة الوداع رأيت في أحاديث حجة الوداع كيف ركز النبي صلى الله عليه وآله في خطبه وكلامه و تصرفاته على مقام أهل بيته الطاهرين عليهم السلام، فبشر الأمة بالأئمة الاثني عشر منهم، وبلغها أن الله تعالى فرض وجوب طاعتهم إلى جانب القرآن، فسماهم مع القرآن (الثقلين)، وأنه تعالى كرمهم فحرم عليهم الصدقات، وجعل لهم مالية خاصة هي: الخمس.. إلخ.
لقد كانت خطبه صلى الله عليه وآله في الحج، وما رافقها من أعماله وأقواله، في علي وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام، أقصى ما يمكن أن تتحمله قريش من ترسيخ قيادة بني هاشم، و (حرمان) بقية قبائل قريش من القيادة حسب زعمهم، بل تكريس قريش عبيدا طلقاء محكومين لبني هاشم!!
ولا تذكر المصادر السنية ردة الفعل الصريحة لزعماء قريش المعروفين على هذه الخطب والأعمال النبوية في حجة الوداع.
ومن الطبيعي أن لا تذكر ذلك.. فهل تريد من مصدر قرشي أن يعترف لك بأن قريشا لم تكن مرتاحة لكلام النبي صلى الله عليه وآله؟! وأن سهيل بن عمرو، وعكرمة بن أبي جهل، وصفوان بن أمية بن خلف، وحكيم بن حزام، وصهيب بن سنان، وأبا الأعور السلمي...