الرسمي النضر بن الحارث حجرا من سجيل فأهلكه، وأرسل على آخر نارا فأحرقته!!
فزاد ذلك من قناعة قريش بالسكوت فعلا عن ولاية العترة!
أما النبي صلى الله عليه وآله فكان تفكيره رسوليا، وليس قرشيا..
لقد ارتاح ضميره بأنه بلغ رسالة ربه كما أمره، واتقى غضب ربه وعذابه.. واغرورقت عيناه بدموع الفرح والخشوع، لأن الله رضي عنه بإعلان ولاية علي، وأنزل عليه آية إكمال الدين وإتمام النعمة، فأخبره بأن مهمته وصلت إلى ختامها..
كان النبي صلى الله عليه وآله في عيد، لأنه أدى رسالة من أصعب رسالات ربه، فرضي عنه ، وقد تكون أصعب رسالة عليه في عمره النبوي على الإطلاق!!
وتمت المسألة بسلام ولم تقم قائمة قريش، ولم يصب جابر بن سمرة وغيره بالصمم من لغط الناس عند سماع كلمة عترتي أهل بيتي، أو كلمة علي، أو بني هاشم.
ولم تحدث حركة عصيان منظمة، كما حدثت في المدينة عندما طلب النبي صلى الله عليه وآله قبل وفاته بأربعة أيام، أن يأتوه بدواة وقرطاس ليكتب لهم كتابا لن يضلوا بعده أبدا ..
ولم تحدث حركة ردة نهائيا، والحمد لله!
ارتاح ضمير النبي صلى الله عليه وآله بأنه بلغ رسالة ربه كما أمره..
وهذه هي الرسالة التي روى الحسن البصري أن الله أمر رسوله بها فضاق بها صدره، فتوعده ربه بالعذاب إن لم يبلغها، فخاف ربه وصدع بها.. ولكن الحسن البصري كما قال الراوي راغ عنها، ولم يخبرهم ما هي!
وكل غلمان قريش إخوة الحسن البصري الفارسي، يراوغون فيها وفي أمثالها، ويخفون ما أنزل الله تعالى في عترة نبيه صلى الله عليه وآله!
كان النبي صلى الله عليه وآله يفكر ربانيا بمستوى أعلى من البيعة.. يفكر على مستوى الأمر الإلهي والاختيار الإلهي، الذي لا خيرة فيه لأحد، ولا محل فيه للبيعة، إلا إذا طلبها من الناس النبي أو الوصي، فتجب.
فهذا هو منطق التبليغ، وحسب!
ولذلك لم يشاورهم النبي صلى الله عليه وآله في بيعة علي، لأن اختيار الله تعالى لا