آيات الغدير - مركز المصطفى (ص) - الصفحة ٢٠٥
والآخرة!
وقبل أن يفارقه جبرئيل أشار إليه على يمينه فإذا دوحة أشجار.. فودع النبي جبرئيل ومال إليها، وحط رحال النبوة عند غدير خم.
قال بعض المسلمين: فبينا نحن كذلك، إذ سمعنا رسول الله صلى الله عليه وآله وهو ينادي : أيها الناس أجيبوا داعي الله.. فأتيناه مسرعين في شدة الحر، فإذا هو واضع بعض ثوبه على رأسه.
ونادى منادي النبي صلى الله عليه وآله في الناس بالصلاة جامعة، ووقت الصلاة لم يحن بعد ولكن حانت قبلها (صلاة) أخرى لا بد من أدائها قبل صلاة الظهر! إنها فريضة ولاية عترته الطاهرة، ولا بد أن يبلغها عن ربه إلى المسلمين مهما قال فيه قائلون، وقال فيهم قائلون!! فقد شدد عليه ربه في ذلك، وأفهمه أن مسألة عترته ليست مسألة شخصية تخصه .. وأنك إن كنت تخشى الناس، فالله أحق أن تخشاه وسيعصمك منهم، فاصدع بما تؤمر!!
ونزل المسلمون حول نبيهم صلى الله عليه وآله، وكان ذلك اليوم قائظا شديد الحر، فأمرهم أن يكسحوا تحت الأشجار لتكون مكانا لخطبة الولاية، ثم للصلاة في ذلك الهجير، وأن ينصبوا له أحجارا كهيئة المنبر، ليشرف على الناس، فيرونه ويسمعهم كلامه..
ورتب المسلمون المكان والمنبر، ووضعوا على أحجاره حدائج الإبل، فصار منصة أكثر ارتفاعا ، وحسنا..
وورد المسلمون ماء الغدير فشربوا منه، واستقوا، وتوضؤوا..
وتجمعوا لاستماع خطبة نبيهم صلى الله عليه وآله قبل الصلاة، ولم يتسع لهم المكان تحت دوحة الغدير، وكانت ست أشجار كبيرة، فجلس كثير منهم في الشمس، أو استظل بظل ناقته ..
عرفوا أن أمرا قد حدث، وأن النبي صلى الله عليه وآله سيخطب.. فقد نزل عليه وحي أو حدث أمر مهم أوجب أن يوقفهم في هذا الهجير، ولا يصبر عليهم حتى يصلوا إلى مدينة الجحفة العامرة، التي تبعد عنهم ميلين فقط!
كان مجموع من شارك في حجة الوداع مئة ألف إلى مئة وعشرين ألفا، كما ذكرت الروايات، ولكن هذا العدد كان في عرفات ومنى.. أما بعد أداء الحج فقد توزعوا، فمنهم من أهل
(٢٠٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 200 201 202 203 204 205 206 207 208 209 210 ... » »»