آيات الغدير - مركز المصطفى (ص) - الصفحة ٢٠٦
مكة رجعوا إليها، ومنهم بلادهم عن طريق الطائف فسلكوا طريقها، وآخرون بلادهم عن طريق جدة وما إليها..
أما الذين كانوا مع النبي صلى الله عليه وآله ومناطقهم عن طريق الجحفة والمدينة فكانوا عدة ألوف.. عشرة آلاف أو أكثر.. فقد قال الإمام الصادق عليه السلام مؤرخا تضييع قريش لحادثة الغدير:
(العجب مما لقي علي بن أبي طالب! إنه كان له عشرة آلاف شاهد ولم يقدر على أخذ حقه ، والرجل يأخذ حقه بشاهدين!). الوسائل: 18 / 174.
* * لم يدم طويلا تطلع المسلمين إلى ما سيفعله النبي صلى الله عليه وآله وما سيقوله..
فقد رأوه صعد على منبر الأحجار والأحداج، وبدأ باسم الله تعالى وأخذ يرتل قصيدة نبوية في حمد الله تعالى والثناء عليه.. ويشهد الله والناس على عبوديته المطلقة لربه العظيم .
ثم قدم لهم عذره، لأنه اضطر أن ينزلهم في مكان قليل الماء والشجر، ولم يمهلهم حتى يصلوا إلى بلدة الجحفة المناسبة لنزول مثل هذا القافلة الكبيرة، المتوفر فيها ما يحتاج إليه المسافر.. ولا انتظر بهم وقت الصلاة، بل ناداهم قبل وقتها، وكلفهم الاستماع إليه في حر الظهيرة..
أخبرهم صلى الله عليه وآله أن جبرئيل عليه السلام نزل عليه في مسجد الخيف، وأمره أن يقيم عليا للناس.. ثم قال لهم: إن الله عز وجل بعثني برسالة فضقت بها ذرعا، وخفت الناس أن يكذبوني، فقلت في نفسي من غير أن ينطق به لساني: أمتي حديثو عهد بالجاهلية ، ومتى أخبرتهم بهذا في ابن عمي، يقول قائل، ويقول قائل! فأتتني عزيمة من الله بتلة (قاطعة) في هذا المكان، وتواعدني إن لم أبلغها ليعذبني. وقد ضمن لي تبارك وتعالى العصمة من الناس، وهو الكافي الكريم، فأوحى إلي: (يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك، وإن لم تفعل فما بلغت رسالته، والله يعصمك من الناس، إن الله لا يهدي القوم الكافرين).
ثم قال صلى الله عليه وآله: لا إله إلا هو، لا يؤمن مكره، ولا يخاف جوره، أقر له
(٢٠٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 201 202 203 204 205 206 207 208 209 210 211 ... » »»