آيات الغدير - مركز المصطفى (ص) - الصفحة ٢٠٧
على نفسي بالعبودية، وأشهد له بالربوبية، وأؤدي ما أوحى إلي، حذرا من أن لا أفعل فتحل بي منه قارعة، لا يدفعها عني أحد، وإن عظمت حيلته.
أيها الناس: إني أوشك أن أدعى فأجيب، فما أنتم قائلون؟
فقالوا: نشهد أنك قد بلغت ونصحت.
فقال: أليس تشهدون أن لا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله، وأن الجنة حق وأن النار حق وأن البعث حق؟
قالوا: يا رسول الله بلى.
فأومأ رسول الله إلى صدره وقال: وأنا معكم.
ثم قال رسول الله: أنا لكم فرط، وأنتم واردون علي الحوض، وسعته ما بين صنعاء إلى بصرى، فيه عدد الكواكب قدحان، ماؤه أشد بياضا من الفضة.. فانظروا كيف تخلفوني في الثقلين.
فقام رجل فقال: يا رسول الله وما الثقلان؟
قال: الأكبر: كتاب الله، طرفه بيد الله وسبب طرفه بأيديكم، فاستمسكوا به ولا تزلوا ولا تضلوا.
والأصغر: عترتي أهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي، وإنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض.. سألت ربي ذلك لهما، فلا تقدموهم فتهلكوا، ولا تتخلفوا عنهم فتضلوا، ولا تعلموهم فإنهم أعلم منكم.
أيها الناس: ألستم تعلمون أن الله عز وجل مولاي، وأنا مولى المؤمنين، وأني أولى بكم من أنفسكم؟
قالوا: بلى يا رسول الله.
قال: قم يا علي. فقام علي، وأقامه النبي صلى الله عليه وآله عن يمينه، وأخذ بيده ورفعها حتى بان بياض إبطيهما، وقال: من كنت مولاه فعلي مولاه. اللهم وال من والاه ، وعاد من عاداه، وانصر من نصره واخذل من خذله، وأدر الحق معه حيث دار. فاعلموا معاشر الناس أن الله قد نصبه لكم وليا وإماما مفترضا طاعته على المهاجرين والأنصار، وعلى التابعين لهم بإحسان، وعلى البادي والحاضر، وعلى الأعجمي والعربي، والحر والمملوك
(٢٠٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 202 203 204 205 206 207 208 209 210 211 212 ... » »»