صلى الله عليه وسلم فيمن يحرسه، فلما نزلت: والله يعصمك من الناس، ترك رسول الله صلى الله عليه وسلم الحرس). رواه الطبراني في الصغير والأوسط وفيه عطية العوفي وهو ضعيف.
(وعن ابن عباس قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم يحرس، وكان يرسل معه عمه أبو طالب كل يوم رجالا من بني هاشم، حتى نزلت هذه الآية: يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس، فأراد عمه أن يرسل معه من يحرسه ، فقال: يا عم إن الله قد عصمني من الجن والأنس). رواه الطبراني وفيه النضر بن عبد الرحمن وهو ضعيف.
والنوع الثاني: أصله ما رواه الترمذي في سننه: 4 / 317:
(عن عائشة قالت: كان النبي صلى الله عليه وسلم يحرس، حتى نزلت هذه الآية: والله يعصمك من الناس، فأخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم رأسه من القبة، فقال لهم: يا أيها الناس انصرفوا، فقد عصمني الله. هذا حديث غريب.
وروى بعضهم هذا الحديث عن الجريري، عن عبد الله بن شقيق قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم يحرس، ولم يذكروا فيه عن عائشة). انتهى.
ورواه الحاكم في المستدرك: 2 / 313 عن عائشة أيضا وقال عنه: (هذا حديث صحيح الأسناد ، ولم يخرجاه). انتهى.
والظاهر أن حديث عائشة يقصد أن الآية نزلت في مكة أيضا ومعنى (فأخرج رأسه من القبة) أي من الخيمة التي كان فيها، وقال لحراسه انصرفوا.
ويؤيد ذلك أن البيهقي رواه في سننه: 9 / 8 وعقب عليه بقول الشافعي المتقدم فقال: ( قال الشافعي: يعصمك من قتلهم أن يقتلوك حتى تبلغهم ما أنزل إليك، فبلغ ما أمر به فاستهزأ به قوم، فنزل: فاصدع بما تؤمر وأعرض عن المشركين، إنا كفيناك المستهزئين). انتهى .
ويؤيده أيضا أن المراغي نقل في تفسيره: مجلد 2 جزء 4 / 160 رواية السيوطي الأولى عن ابن مردويه عن ابن عباس، ورواية الطبراني أيضا ثم قال: (روى الترمذي وأبو الشيخ.
.. أن النبي صلى الله عليه وآله كان يحرس في مكة قبل نزول هذه الآية...).