آيات الغدير - مركز المصطفى (ص) - الصفحة ١٦٤
الله عليه وآله في مكة بدل أبي طالب، وأنه هو الذي عصم الله به رسوله من الناس! مع أن دور العباس قبل الهجرة كان دورا عاديا مثل بقية بني هاشم الذين تضامنوا مع النبي صلى الله عليه وآله وتحملوا معه حصار الشعب، ولم يعرف عنهم أنهم أسلموا ولا برزوا في نصرته، ولم يهاجروا معه إلى المدينة مثل علي وحمزة. ومن المعروف أن العباس قد أسر في بدر، وأسلم عند فكاك الأسرى.
هذا مضافا إلى تضعيف الهيثمي وغيره لهذه الرواية، كما يؤيده ضعف متنها وركته. وسيأتي قول الألباني بعدم صحة نسبتها إلى عائشة.
رابعا: ما سيأتي في إثبات استمرار حراسته صلى الله عليه وآله إلى آخر عمره الشريف، ونفي كل ما يدل على إلغائها، ومن ذلك رواية القبة.
* * القول الثالث أنها نزلت في المدينة بدون تاريخ!
فقد روى السيوطي عدة روايات تربط نزول الآية بإلغاء النبي صلى الله عليه وآله للحراسة ، وليس فيها أن ذلك كان في مكة أو في المدينة، ولكن يفهم من نص بعضها أو رواة بعضها ، أن نزولها كان في المدينة.
قال في الدر المنثور: 2 / 298 - - 299:
(وأخرج الطبراني وابن مردويه عن عصمة بن مالك الخطمي قال: كنا نحرس رسول الله صلى الله عليه وسلم بالليل، حتى نزلت: والله يعصمك من الناس، فترك الحرس.
وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ عن سعيد بن جبير قال: لما نزلت: يا أيها الرسول... إلى قوله: والله يعصمك من الناس، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا تحرسوني، إن ربي قد عصمني.
وأخرج ابن جرير وابن مردويه عن عبد الله بن شقيق أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يعتقبه ناس من أصحابه، فلما نزلت: والله يعصمك من الناس، فخرج فقال: يا أيها الناس الحقوا بملاحقكم، فإن الله قد عصمني من الناس.
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وأبو الشيخ عن محمد بن كعب القرظي أن رسول الله صلى الله
(١٦٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 159 160 161 162 163 164 165 166 167 168 169 ... » »»