ولذا يجب رفض كل الروايات التي زعمت أنه ألغى الحراسة قبل هذا التاريخ، لأنها تزعم إلغاءها مطلقا، في السلم والحرب والسفر والحضر!
وقد تقدمت في رواية الحاكم أن ثلث المسلمين كانوا يحرسونه صلى الله عليه وآله في بدر !
وروى أحمد: 2 / 222 أن رسول الله صلى الله عليه وسلم عام غزوة تبوك قام من الليل يصلي فاجتمع وراءه رجال من أصحابه يحرسونه...!!!
ورواه في كنز العمال: 12 / 430، عن مسند عبد الله بن عمرو بن العاص.
وقال عنه في مجمع الزوائد: 10 / 367: رواه أحمد ورجاله ثقات. انتهى.
وقد كانت غزوة تبوك في آخر سنة من حياته صلى الله عليه وآله.
وقال صاحب عيون الأثر في: 2 / 402: (وحرسه يوم بدر حين نام في العريش: سعد بن معاذ ، ويوم أحد: محمد بن مسلمة، ويوم الخندق: الزبير بن العوام. وحرسه ليلة بني بصفية : أبو أيوب الأنصاري بخيبر، أو ببعض طريقها، فذكر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: اللهم احفظ أبا أيوب كما بات يحفظني. وحرسه بوادي القرى: بلال، وسعد بن أبي وقاص، وذكوان بن عبد قيس. وكان على حرسه عباد بن بشر، فلما نزلت: والله يعصمك من الناس، ترك الحرس!!). انتهى.
وقد حاول أن يجيب على حراستهم للنبي صلى الله عليه وآله في تبوك، ففسر نص الحراسة بأنه يعني انتظارهم انتهاء صلاته! قال في: 1 / 119:
(وفي حديث عمرو بن شعيب: فاجتمع رجال من أصحابه يحرسونه حتى إذا صلى... والمراد والله أعلم: ينتظرون فراغه من الصلاة! وأما حرس رسول الله صلى الله عليه وسلم من المشركين ، فقد كان انقطع منذ نزلت: والله يعصمك من الناس، وذلك قبل تبوك. والله أعلم).
انتهى.
ولكنه تفسير مخالف لنص الرواية في الحراسة!
وعلى كل حال، فإن هذا القول بنزول الآية في المدينة يرد القول الأول الذي جعل تاريخ نزول الآية في مكة!
* *