آيات الغدير - مركز المصطفى (ص) - الصفحة ١١٤
ناحية فيها لوط، فأسروه، فبلغ إبراهيم الخبر فنفر فاستنقذه من أيديهم. وهو أول من عمل الرايات صلى الله عليه). انتهى.
ثم فرض الجهاد على الأنبياء من ذرية إبراهيم، وكل الأنبياء بعده من ذريته، من أجل إزاحة العقبات المانعة من التبليغ، أو رد اعتداءات الكفار عن المؤمنين الذين اختاروا الدين الإلهي وإقامة حياتهم على أساسه.
ثالثا: لا إكراه في الدين، فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر.. فينبغي أن يبقى قانون الهداية والإضلال فعالا، والقدرة على عمل الخير والشر متوفرة.
رابعا: الهدف من الإبلاغ هو إقامة الحجة لله على عباده، واضحة كاملة، حتى لا يقولوا يوم القيامة لم يبلغنا ذلك نبي ولم نعرف ذلك وكنا عنه غافلين.. فإقامة الحجة في الدين الإلهي محور أصلي ثابت في عمل الأنبياء عليهم السلام سواء على مستوى الكافرين، أو على مستوى أممهم المؤمنين بهم.
ومعنى أن مهمة النبي عليه السلام إنما هي البلاغ.. أن واجبه أن يوصل العقيدة والأحكام إلى الناس، ويبين لهم ويفهمهم.. وبذلك يقيم الحجة لربه عز وجل، ويؤدي ما عليه.
. ويسقط المسؤولية عن عاتقه.
أما استجابة الناس أو تكذيبهم.. وأما عملهم وسلوكهم، فهو شأنهم وليس النبي مسؤولا عنه، بل المحاسبة عليه من اختصاص الله تعالى. قال الله تعالى:
(قل فلله الحجة البالغة فلو شاء لهداكم أجمعين). سورة الأنعام - - 149 * * وأدلة هذه المبادئ من القرآن والسنة كثيرة، نذكر منها إلى ما ذكره الله تعالى من قول نوح عليه السلام: (أبلغكم رسالات ربي وأنصح لكم، وأعلم من الله ما لا تعلمون).
سورة الأعراف - 62 وقول تعالى عن شعيب: (فتولى عنهم وقال يا قوم لقد أبلغتكم رسالات ربي ونصحت لكم فكيف آسي على قوم كافرين). سورة الأعراف - 93 وعن هود: (فإن تولوا فقد أبلغتكم ما أرسلت به إليكم ويستخلف ربي غيركم ولا تضرونه شيئا إن ربي على كل شيء حفيظ). سورة هود - - 57
(١١٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 109 110 111 112 113 114 115 116 117 118 119 ... » »»