آيات الغدير - مركز المصطفى (ص) - الصفحة ١١٣
فجعلوا معنى (والله يعصمك من الناس) أن الله عصم نبيه صلى الله عليه وآله من القتل !
وهدفهم من ذلك أن ينكروا دور أبي طالب وبني هاشم في حماية النبي من مؤامرات قريش، لأن النبي معصوم من القتل، فلا يحتاج إلى حماية!
وهدفهم من جهة أخرى أن يبعدوا معنى العصمة في الآية عن عصمة الله لنبيه من ارتداد قريش وطعنها بنبوته إن هو بلغ ولاية أهل بيته من بعده!
فالغرض الثابت عند حكام قريش وعلماء البلاط القرشي، أن يزوروا التاريخ، ويكتبوه معكوسا .. ويقنعوك به!
يريدونك أن تخفي معهم واقع قريش التآمري بعد فتح مكة فلا تتحدث عنه بحرف..! وأن تردد معهم أن هذه القبائل المشركة، جنود أئمة الشرك، ومنجم الفراعنة، بنص القرآن.. بعد أن أسلمت تحت السيف، صارت ملائكة، وتحولت بين عشية وضحاها، إلى قبائل مسلمة مؤمنة تقية، تقود الناس بالإسلام والهدى!
فهي أحق بالخلافة من عترة النبي صلى الله عليه وآله!
معنى التبليغ في القرآن مفهوم التبليغ في القرآن مفهوم بسيط واضح، فهو يعني بيان الأنبياء الرسالة الإلهية للناس.. والناس بعد ذلك مختارون في أن يقبلوا أو يتولوا، وحسابهم على الله تعالى ، وليس على أنبيائه!
وتتفرع من هذا الأساس العميق عدة مبادئ:
أولا: أن النبي يحتاج إلى ضمان حرية التعبير عن رسالة ربه، ليتمكن من إيصالها إلى العباد وإبلاغهم إياها. وقد كان هذا هو المطلب الأول للأنبياء عليهم السلام من أممهم .
ثانيا: مهمة الأنبياء عليهم السلام هي التبليغ فقط أي مجرد (الإبلاغ) حتى أن الجهاد لم يفرض على أحد من الأنبياء قبل إبراهيم عليهم السلام، فهو أول من فرض الله عليه الجهاد الدفاعي فقط! ففي دعائم الإسلام للقاضي النعمان المغربي: 1 / 344: (عن علي صلوات الله عليه أنه قال: أول من جاهد في سبيل الله إبراهيم عليه السلام، أغارت الروم على
(١١٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 108 109 110 111 112 113 114 115 116 117 118 ... » »»