لا يكون من هؤلاء ومن كان من هؤلاء لا يكون من هؤلاء)!
(وفي نهج البلاغة: 2 / 227: عن مالك بن دحية قال: كنا عند أمير المؤمنين عليه السلام وقد ذكر عنده اختلاف الناس فقال: إنما فرق بينهم مبادئ طينهم، وذلك أنهم كانوا فلقة من سبخ أرض وعذبها، وحزن تربة وسهلها. فهم على حسب قرب أرضهم يتقاربون، وعلى قدر اختلافها يتفاوتون. فتام الرواء ناقص العقل، وماد القامة قصير الهمة، وزاكي العمل قبيح المنظر، وقريب القعر بعيد السبر، ومعروف الضريبة منكر الجليبة، وتائه القلب متفرق اللب، وطليق اللسان حديد الجنان..). انتهى.
وبذلك يتبين: أن معنى دفن طينة كل إنسان بعد موته في التربة التي خلق منها، أن ذرته الأصلية أو طينته، تؤخذ من بدنه وترد إلى بقعة الأرض التي خلق منها عندما أرسل الله جبرئيل عليه السلام فقبض من الأرض تربة الأخيار والفجار.
فالإنسان الصالح أينما دفن ترد تربته إلى موضعها الذي خلقت منه أول مرة، وكذلك الشرير ترد تربته إلى موضعها.
وقد روت مصادر الشيعة والسنة الحديث النبوي التالي الذي يؤيد ذلك، ففي روضة الواعظين للفتال النيسابوري ص 490: (قال رسول الله صلى الله عليه وآله: لما خلق الله آدم اشتكت الأرض إلى ربها لما أخذ