المسلمين أقل مني لأنهم ليسوا فيها.
والنتيجة: أنه على المذاهب السنية لا يصح الإستدلال على أفضلية أبي بكر وعمر بمكان دفنهما.
* * وكذلك على مذهبنا لا يصح أيضا.
أما ما رواه في الكافي: 3 / 202، عن الإمام الباقر أو الصادق صلى الله عليه وآله قال: (من خلق من تربة دفن فيها). وما رواه في نفس الباب عن الحارث بن المغيرة قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: (إن النطفة إذا وقعت في الرحم بعث الله عز وجل ملكا فأخذ من التربة التي يدفن فيها فماثها في النطفة فلا يزال قلبه يحن إليها حتى يدفن فيها). انتهى.
فليس معناه كما تخيله الكاتب حتى يدل على إثبات فضيلة لأبي بكر وعمر، بل يقصد به أن الذرة الأصلية التي خلق منها الإنسان تؤخذ من بدنه عند موته وتدفن في مكانها الأصلي الذي أخذت منه من الأرض، والدليل عليه:
ما رواه في الكافي: 3 / 251، عن الإمام الصادق عليه السلام أنه سئل عن الميت يبلى جسده؟ قال: نعم حتى لا يبقى له لحم ولا عظم إلا طينته التي خلق منها فإنها لا تبلى، تبقي في القبر مستديرة حتى يخلق منها كما خلق أول مرة). انتهى.