فهذا ما عند السنيين في المسألة، وخلاصة ما ذكروه:
أولا: أنهم ردوا الحديث الذي استشهد السائل بمضمونه عن الكافي.
ثانيا: أن كلامهم في التفضيل وعدمه مختص بالبقعة التي حوت جثمان النبي صلى الله عليه وآله ولا يشمل ما حولها، فلا يشمل قبر أبي بكر وعمر. فمن صح عنده الحديث منهم فهو يفضل البقعة التي حوت أعضاء النبي صلى الله عليه وآله ولا تشمل ما جاورها من قبره الشريف أو المسجد.
وثالثا: لا يصح الإستدلال بقول النبي صلى الله عليه وآله: (ما بين قبري ومنبري روضة من رياض الجنة) لأن قبريهما من الجهة الثانية وليسا في الروضة التي هي بين القبر والمنبر.
ورابعا: إن المدح في قوله صلى الله عليه وآله: (ما بين قبري ومنبري روضة من رياض الجنة) للبقعة وليس لمن يكون فيها، ولم يرو أحد من المسلمين عن النبي صلى الله عليه وآله أو عن الصحابة أن التفضيل يسري من هذه البقعة المباركة إلى الذين يدفن فيها أو يجلس فيها!
ولو كان فضيلة المكان تسري لصح للفاسق الفاجر أن يجلس هناك ويقول أنا أفضل الناس لأني في روضة من رياض الجنة، وكل